من اجمل ما قرأت وانا اتصفح وسائل التواصل الاجتماعي عن ذلك الكائن العجيب بما يحمله من صفات ربانية وهبها الله اياه نعم ما اعظمك يا إلهي عندما وهبت للإنسان غريزة الأبوة لاستمرار وديمومة الحياة فالأبوة هي اللبنة الأساسية لتكوين الأسرة والمجتمع فاذا كان الأب صالحاً وعلى قدراً عالِ من المسؤولية صلحت الأسرة فهو ركن أساسي من اركان هذا التكوين وبهِ يستقيم وكذلك الأم ما اعظمها فمنها يخرج شعباً طيب الأعراق نعم انها مدرسة عظيمة ورائعة كرمها الله سبحانه وتعالى بأن وضع الجنة تحت اقدامها ومهما تحدثت أو كتبت لن اوفي حقهما ولن اجازي تعبهما فيارب ارحمهما كما ربياني صغيرا. اقف عاجزا أمام هذين الجبلين وتعجز كلماتي ومشاعري عن وصفهما بروا ابائكم واوفوهم حقهم. يزيد ويكبر تقدير الانسان لوالديه عندما يصبح أباً لإدراكه جيداً حينها كم الجهد والتعب الذي كابداه من اجلنا وكيف افنيا عمرهما كشمعة تحترق ونحن نراهما كجبل صامد لا يشتكي ولا يتعب ولا يمل من راعيته لنا اليوم وانا اقرأ هذه القصة أحببت ان اشاركها اياكم لعلها تكون سبباً لبر ابائكم أو تكون سبباً في مراجعة العاقين في رعايتهما لنرى في تلك الحادثة روعة الأباء تبدأ قصتنا عندما كان والدا طفل يصطحبانه في القطار كل عام لزيارة جدته لقضاء العطلة الصيفية معها ويتركاه ويعودان في اليوم التالي. في احد الاعوام قال لهما أصبحت كبيراً الآن ماذا لو ذهبت وحدي لزيارة جدتي هذا العام وبعد نقاش قصير وافق الوالدان وها هما يقفان أمام القطار في المحطة يكرران بعض الوصايا لولدهما وهو يتأفف لقد سمعت ذلك منكما ألف مرة وقبل أن ينطلق القطار بلحظة أقترب منه والده وهمس في اذنه وقال خذ هذه لك اذا ما شعرت بالخوف أو المرض ودس شيئاً في جيبه. جلس الطفل وحيدا في القطار دون أهله للمرة الاولى يشاهد تتابع المناظر الطبيعية ويسمع ضجة الناس الغرباء تعلو حوله يدخلون ويخرجون إلى مقصورته وحتى مراقب القطار تعجب ووجه له بعض الاسئلة حول كونه وحيداً دون رفقة، حتى أن امرأة جالسة رمقته بنظرة حزينة ارتبك الولد وشعر بانه ليس على ما يرام، ثم شعر بالخوف فتقوقع في كرسيه واغرورقت عيناه بالدموع وفي تلك اللحظة تذكر همس أبيه في أذنه ففتش في جيبه بيد ترتجف فعثر على تلك الورقة التي وضعه أبيه فتحها، وقرأ فيها يا ولدي أنا في المقصورة الأخيرة من القطار، كذلك هي الحياة نطلق اجنحة اولادنا نعطيهم الثقة والحرية ولكن يجب ان نكون في المقصورة الاخيرة طيلة وجودنا على قيد الحياة.
الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي وكالة انباء "النافذة"