أتريد أنْ تكون محبوباً عند الله ؟ – -1- من أعظم الأماني التي يتطلع اليها المؤمن : إنّ يكون محبوباً عند الله ، ذلك أنّ الله سبحانه اذا أحبَّ عبده كرّمه وأنعم عليه بادخاله الجنّة ، وهل ثمة شيء يعدل نعيم الجنة وخلودها ؟ -2- والسؤال الآن : كيف السبيل لنيل حُبِّ الله تعالى لنا ؟ والجواب : تلقاه واضحا في حديث الرسول (ص) حيث روي عنه أنه قال : { انّ الله يُحب اذا عمل أحدكم عملاً أنْ يتقِنَهُ } -3 – الملاحظ انّ الاتقان هو العنصر النادر في معظم ما يتعاطاه الناس من أعمال . بعض المدرسين يبخل على طلابه بالتوضيحات اللازمة لما يُدّرِسُهُ من مواد تاركاً الباب مفتوحا للدروس الخصوصية التي يأمل أنْ يُكلف بها فاين هو الاتقان ؟ والكثير من العُمّال والمهنيين يغيب الاتقان عن اعمالهم والاّ فما معنى انهيار بناية حديثة يفترض ان تكون قائمة دون تصدع لفترات طويلة من الزمن ؟ انّ هناك حرصاً على انهاء الاعمال بسرعة لاستيفاء الاجور كاملة غير منقوصة، ولكن الحرص اللازم على الاتقان ليس حاضراً في الاذهان . -4- قليلون اولئك الذين يمتنعون عن مباشرة اعمالهم في اصلاح مالا يقوون على اصلاحه، وهؤلاء هم النجباء الأمناء . أما غيرهم فلا يتورع عن أنْ يجعل ما يُقدّم اليه حَقْلاً للتجربة وقد يؤدي ذلك الى أضرار كبيره … وهنا قام الإضرار بدلاً من الاتقان ، وهو أسوأ ما يمكن أنْ يؤول اليه الأمر . -4- اذا كانت العَجَلة والسرعة ملحوظةً حتى في أداء العبادات فكَمْ مِنْ مُصلٍ يُسرع في صلاته ضاربا عرض الحائط بكل ما تقتضيه افعال الصلاة من اطمئنان، فكيف بالاعمال التي لا تتسم بصفة العبادة والقداسة ؟ -5- وهكذا يأتي الحديث النبوي الشريف ليذكرنا بالمسار الصحيح الذي لابد أنْ نسلكه حين نؤدي اعمالنا مهما كانت طبيعتها، ومع الاتقان الفوز بحب الله ورضوانه ومع الاهمال الحرمان من فيض الحُبّ الالهي وما يتبعه من التكريم والمثوبات .
الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي وكالة انباء "النافذة"