08 Jan
08Jan

اهتمَّ الكثير من الناس بالتعبير، واستخدموا أرق وأجمل الكلمات والعبارات والجمل، التي تحتوي على أصدق الأمانِيَّ وأعذب الأمنيات في أعياد رأس السّنة الميلاديّة الجديدة وغيرها لإرسالها إلى الأصدقاء والأحبة وغيرهم، ولكن لهذه المناسبة جماليّة فائقة وخصوصية مختلفة، وأقصد أعياد رأس السّنة الميلاديَّة، وذلك لعالميتها وكونيتها المطلقة، لذا سنسلط الضوء في مقالنا هذا على أمانِيَّ وأمنيات العراقيين في أعياد رأس السنة الميلاديّة.


مع اقتراب بداية العام الجديد 2023، ضجت الفضائيات والإذاعات ومواقع التواصل الاجتماعي “الفيسبوك وتويتر وواتساب وفايبر” وغيرها بتقدم سلسلة من الأمنيات، سواء أكانت ببرامج أم لقاءات وحوارات أم كلمات عبر الصفحات الشخصية، وأغلب تلك الأمنيات تنشدُ السّلام وتدعو للأمن في جميع أنحاء العراق، إنها دعوة معايشة في أمن وأمان، بعيدا عن الحروب والصّراعات والإرهاب والكراهية والبغضاء والفتن والاقتتال الطائفيّ والعشائريّ.


فضلا عن أمنيات جديدة منها حصر السلاح بيد الدولة، ومحاسبة الفاسدين والمفسدين، الذين كانوا السبب الرئيس في تراجع مؤسسات البلد إلى الوراء، ومنها القضاء على عصابات داعش الإجرامية أيضا، وأغلب الأمنيات تدعو إلى الحفاظ على ما تبقى من البقية الباقية، دون خسائر بشرية جديدة من أحبائنا، حتما أن هذه الأمنيات نتيجة لمعاناة وأزمات عدة مرّت على الإنسان العراقيّ، ومنها ويلات الحروب العبثية والإرهاب والفساد الإداريّ والمالي وقتل المتظاهرين، لم تنقطع تلك الأزمات طوال عقود طويلة من الزمن، نعم لا نختلف إذا قلنا إن الأمنيات كثيرة، ولكن أعظمها تلك التي تكون داعية للسلام من الحروب والإرهاب والاقتتال وانتشار السلاح المنفلت وسيادة الفاسدين.


والمتابع لاحتفالات أعياد رأس السّنة عن كثب، يكشف عن غياب الأمنيات الفرديّة والشخصية مثلا: أمنياتي أن تكون أخطائيّ قليلة، أو أمنياتيّ أن تكون أعمالي صالحة، أو أمنياتي أن يرزقني الله بالمال الكثير، أو أمنياتي أن تصل مشاعري إلى الشخص الذي أحبه أو أمنياتي ألّا يكسر الله قلب عاشقِ.... الخ. إذ جاءت أغلب الأمانِيَّ بعيدة عن رغبات الحب والعواطف والسعادة.


لا أحد يستطيع ان يتجاهل أهمية تحقيق الاستقرار والأمن، لأسباب لا حصر لها، ولن تتحقق هذه الأهمية في جوار السلاح المنفلت والفساد الماليّ، ولا يخفى على أحد أن مخرجات هذا السلاح المنفلت عديدة منها: الكراهية والصراع والخلاف المستمر والبغضاء والقتل والسطو والنهب والثأر... وغيرها، ولأن البلد مليء بالصراعات صارت أمنيات الناس تقف في جنبة واحدة، هي ان تتحول أيام الحروب والصراعات وفوضى السلاح والانفلات الأمنيّ إلى حديقة خضراء مليئة بالأمن والأمان والاستقرار والهدوء.


ومن جهة أخرى لن تتحقق تلك الأمنيات إلا أن يتناسى الناس الخلافات بينهم ، وأن يعيشوا بسلام مع بعضهم البعض، لأن السّلام لا يمكن تحقيقه إلا من خلال التربية على المحبة والرضا والتسامح، وبعيدا عن المناطقية والجهوية والفئوية والقبلية.


ومن أمنياتِي وأمنيات كل مواطن عراقيّ، أن يعيش الناس من جميع الانتماءات والأديان والمذاهب والطوائف معا تحت سقف الوطن الواحد، وأن تتوقف الحروب العبثية حول العالم أجمع، وأن يجتمع كل الناس تحت كلمة واحدة ضد الطغيان والاستكبار والفساد، وأن ينتشر السلام في عراق الحضارات وفي العالم العربي أجمع، وكذلك في جميع أنحاء العالم.


وأن يعيش الإنسان أينما كان بعيدا عن أزمات الجوع والفقر والمعاناة، وممكن جدا أن تتحقق الرفاهية والراحة والسعادة فوق كوكب الارض بالتفاهم والتسامح والود والوئام.


ولا نختلف اذا قلنا بأن الأمنيات لا تتحقق إلا من خلال العمل والجهد الاستثنائِيَّ والموقف النبيل.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة