16 Jan
16Jan

كان من أولويات الزيارة، أنها تهدف لمعالجة مسألة قوت شعب كوردستان العراق، كما يرى رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني، وعلى وفق قناعات إقليم كوردستان أنه قد نفذ جميع التزاماته تجاه بغداد، لذلك يجب التعامل مع رواتب إقليم كوردستان أسوة مع رواتب محافظات العراق كلها. وبحسب هذه الرؤية. لا يجوز تسييس مسألة الرواتب، واستخدامها كورقة ضغط ضد إقليم كوردستان. لذلك جاء بغداد مراهناً على ما يحظى به من علاقات طيبة تجمعه مع جميع الأطراف السياسية الفاعلة في بغداد، ولاسيما ما تربطه من علاقة طيبة ومتــــــــميزة مع سيادة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وبقناعته أن ثــــــمة تفهماً جيداً حيال هذه المســــألة من قبل رئيس الوزراء، وكان واثقاً من أنه سيبــــــذل كل جهد لحلحلة هذه المشكلة.
وحدث ما كان متوقعاً ، فشكر رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، لأنه أدرج موضوع رواتب كوردستان الذي لم يكن مدرجاً ضمن جدول أعمال اجتماع مجلس الوزراء، لكنه على الرغم من ذلك أدرجه، وحصلت الموافقة عبر قرار رئاسة مجلس الوزراء العراقي يوم الأحد (14 كانون الثاني 2024)، على إرسال 615 مليار دينار لتأمين رواتب كوردستان، نأمل أن يتم تحقيق ذلك باسرع وقت ومن دون تسويف.
ومع ذلك يرى نيجيرفان بارزاني أن هناك بداية جيدة لوضع الحلول للمشاكل العالقة بين أربيل وبغداد عبر الحوار. ومن دلالات نجاح زيارة نيجيرفان لبغداد 13/14 كانون الثاني 2024 تحقيق الحصول على صرف 615 مليار دولار عراقي، كما أظهرت الزيارة الجهد الكبير والمضني الذي بذله نيجيرفان عبر لقاءاته التي بلغت زهاء عشرين لقاءً في غضون يومين مع كبار الشخصيات السياسية الفاعلة والمؤثرة في المشهد السياسي العراقي، فضلاً عن عقد مؤتمر صحفي وإلقاء خطاب في مراسيم يوم الشهيد العراقي، ما يعني أن ثمة مساحة علاقات واسعة تغطي الخريطة السياسية العراقية، ولا أدل على ذلك لقاءاته واجتماعاته منها مع د. عبداللطيف رشيد رئيس جمهورية العراق الاتحادية، واجتماعه كما أسلفنا برئيس الوزراء ونائب رئيس البرلمان العراقي السيد محسن المندلاوي ورئيس الوزراء السابق السيد نوري المالكي ود. حيدر العبادي والسيد عمار الحكيم والسيد هادي العامري والسيد قيس الخزعلي والسيد محمد الحلبوسي وغيرهم…
لذلك حظيت زيارة نيجيرفان بارزاني إلى بغداد باهتمام كبير من قبل وسائل الإعلام العراقية المقروءة والمرئية والمسموعة، إذ تأتي الزيارة في ظل ظروف جيوسياسية ودولية غاية في التعقيد، وثمة رؤية لدى إقليم كوردستان بضرورة النأي بالنفس عبر تفادي الانخراط في الحرب التي تقرع طبولها بشدة في المنطقة. وضمن هذا السياق، أكد رئيس ال نيجيرفان برزاني على ضرورة معالجة أزمة إطلاق المسيرات والصواريخ على إقليم كوردستان بوصفها تشكل تهديداً خطيراً يطال أمن الإقليم فضلاً عن أمن العراق أيضاً، لأن الكل مرتبط بعضه مع بعض ولا يمكن تجزئته. إذ يعتقد نيجيرفان كان هذا موضوعاً رئيساً تحدث بشأنه مع جميع الأطراف السياسية الفاعلة.
ومن معطيات هذه الزيارة أنها ساهمت بتنقية الأجواء بين أربيل وحكومة المركز، ووفرت الفرصة لتعزيز العلاقة بين القيادة السياسية في أربيل والحكومة الاتحادية، وأن لغة الحوار كفيلة بحل أية مشكلة أو تحيدها حتى تتوفر الفرصة لمعالجتها,
كما يستشف من لغة التفاوض مع رئيس الوزراء بشأن رواتب موظفي الإقليم، إن هناك بوادر حل لها في هذا العام، إذ يسعى الإقليم إلى وضع حد لمعاناة موظفيه فيما يتعلق بالتسليم المنتظم والطبيعي للرواتب من دون قطع أو تأخير، فهناك تحرك جدي من قبل رئيس الإقليم لمعالجة التسليم المنتظم للرواتب والخلاص من الظاهرة الإعلامية التي ترهق الموظفين الذين تحولوا عبرها إلى مادة إعلامية تستثمرها وسائل الإعلام ولاسيما وسائل الإعلام في الإقليم، حيث ثمة سيل من الأخبار المتناقضة والإشاعات التي تطلقها بعض وسائل الإعلام أو مدونو الصفحات والمواقع الاجتماعية التي تتلاعب بأعصاب الجمهور. وبهذا الصدد يقول بارزاني: «نأمل أن نتمكن في هذا العام من حل موضوع تسليم الرواتب بانتظام بعون الله وبصورة لن تعود معها الرواتب مادة للإعلام». فضلاً عن ذلك معالجة مسألة استئناف تصدير نفط كوردستان، إذ كانت من المواضيع المهمة التي تداولها مع رئيس الوزراء ووزير النفط على أمل أن تحل هذه المسألة في غضون الأيام المقبلة.


الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي وكالة انباء "النافذة"


تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة