إسرائيل وتمزيق ميثاق الامم المتحدة.. نعم لإسقاط عضويتها
إسرائيل وتمزيق ميثاق الامم المتحدة.. نعم لإسقاط عضويتها
11 May
11May
كردّ فعل على تبنّي الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً بأغلبية (143) صوتاً بأحقيّة فلسطين بالحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة كدولة مستقلة ذات سيادة.. قام مندوب الكيان الصهيوني في الأمم المتحدة “جلعاد إردان” باعتلاء المنصة الأمميّة رافعاً صورة “يحيى السنوار”، وموجّهاً حديثه لمندوبي الدول الأعضاء قائلاً: “أقدم لكم رئيس دولة فلسطين القادم بفضل تصويتكم”. ثمّ قام “إردان” بتمزيق ميثاق الأمم المتحدة على المنصة أيضاً بذريعة أنّ هذا بالضبط ما فعله مندوبو الدول الأعضاء بتصويتهم لصالح فلسطين! ـ أولاً: يُشرّف الأمم المتحدة أن تكون فلسطين عضواً كامل العضوية فيها، وهذا يساهم في تخفيف عار المنظمة الأمميّة قليلاً بأنّ كياناً مثل الكيان الصهيوني هو عضو فيها ويحظى باعترافها. ـ ثانياً: من حيث المبدأ تتشرّف فلسطين بأن يكون بطل تحرير وطنيّ مثل “السنوار” رئيساً لها، ويشرّف الزعماء العرب والمسلمين أن يكون “السنوار” واحداً منهم، ويشرّف زعماء جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة أن يرد اسمهم إلى جانب اسم “السنوار”.. والعكس ليس صحيحاً بالضرورة؛ بمعنى أنّ اسم “السنوار” لا يتشرّف بكثير من زعماء المنطقة والعالم. ـ ثالثاً: الشيء المخزي الوحيد فيما حدث أن يرد اسم فلسطين الطاهر على لسان شخص صهيوني إرهابي مجرم مثل “جلعاد إردان”، وأن تحمل يداه النجستان الملطختان بدماء النساء والشيوخ والأطفال صورة بطل وطنيّ صامد مجاهد مثل “السنوار”. ـ رابعاً: عندما أهانهم واستهزأ بتصويتهم وجمعيتهم العامّة بهذه الطريقة، لماذا لم يقم مندوبو الدول الأعضاء باستحضار إرث الزعيم السوفييتي “نيكيتا خروتشوف”، وإرث البطل العراقي “منتظر الزيدي”، وقاموا بخلع أحذيتهم، ورشقوا بها “جلعاد إردان” رشقة رجل واحد باعتبار أنّ مثل هذا الصهيوني المجرم لا تليق به إلا لغة “الصرامي”؟! ـ خامساً: بتمزيقه ميثاق الأمم المتحدة، فإنّ مندوب الكيان الصهيوني “جلعاد إردان” قد مزّق المرجع القانوني الوحيد الذي منح كيانه شرعية الاعتراف به كـ “دولة” سنة 1948، وبالتالي فإنّ عضوية “إسرائيل” في الأمم المتحدة تعتبر ساقطةً حُكْماً في ضوء هذا التصرّف! هذه دعوة لإطلاق حملة عالمية من أجل إسقاط عضوية الكيان الصهيوني في الأمم المتحدة، وقيام الدول التي صوتت لصالح فلسطين بصياغة مشروع قرار مقابل أو رديف يُثبّت سقوط العضوية عن الكيان.. فإذا كانت ما تُسمّى “دولة إسرائيل” تستهزئ بهم وبمنظمتهم وبميثاقها وبتصويتها ومُخرجاتها فأيّ معنى للإبقاء عليها عضواً بينهم؟! بل إنّ هذه الخطوة قد تكون فرصةً لإصلاح حال الأمم المتحدة برمّتها، خاصةً فيما يتعلّق بهيمنة الدول الاستعمارية الكبرى على مقاليد القرار فيها من خلال مهزلة العضوية الدائمة في مجلس الأمن ومهزلة حقّ النقض “الفيتو”.. وعندها ستكون هذه بركةً إضافيّةً أخرى من بين البركات الكثيرة التي منحها أهل غزّة ومقاومتهم و”طوفان الأقصى” للعالم!
الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي وكالة انباء "النافذة"