08 Mar
08Mar

تابعت حوار بسيط أجرته قناة فضائية مع رجل يعمل محاسبا في مجمع تجاري كان يحمل العلم الفلسطيني ويشارك بالاعتصام المطالبة بإيقاف الحرب ، والقناة الفضائية وجدته بالصدفة وتحدثت معه في حوار عفوي، وتحدث عن نفسه بدقائق معدودات حيث ذكر عمله وأنه تعرف على القضية الفلسطينية بعدم تابع بالاخبار وقائع جلسات محكمة العدل الدولية عندما رفعت جنوب أفريقيا دعوى قضائية هناك ضد إسرائيل ، ومن يومها أصبح هذا الرجل مؤيد وداعم للشعب الفلسطيني.
بقدر فرحي أن القضية الفلسطينية باتت قضية عالمية يطالب بها كل عاشق للحرية والكرامة ، إلا أنني شعرت أيضا بالحزن فرغم مرور عدة عقود عجاف على قضيتنا الأم وهي القضية الفلسطينية ، و أعدادنا الكبيرة في مختلف دول العالم ، إلا أننا لم نسوق قضيتنا بشكل كافي و نشرحها بالادلة القاطعة لمختلف الشعوب مع أننا أصحاب الحق والأرض ، رغم أنني لا أنكر دور جالياتنا في دول المهجر وأنا أحد أفراد هذه الجالية ، لكن الطريق أمامنا طويلة وما نفعله حاليا ليس إلا الخطوات الأولى .
لقد نجحت جنوب أفريقيا بهذا الأمر بمواقفها الواضحة ،وتحركها السريعة في محكمة العدل الدولية ،وفي توضيح كل شيء في الأتحاد الأفريقي وكذلك في جلسات الأمم المتحدة فاستمع لها العالم .
نفس الأمر تقوم به مشكورة حكومات بلجيكا وايطاليا وايرلندا في دعم الحق الفلسطيني أمام العالم ،ولقد نجحوا في الحصول على قرار لصالح الشعب الفلسطيني وقضيته ،داخل الاتحاد الأوروبي الذي كان في السابق مع أسرائيل دوما ، وبتنا نشاهد مظاهرات واعتصامات لا يشارك فيها فقط جالياتنا ،بل هي خليط من المؤيدين والداعمين الذين يريدون قول كلمة «لا» لحملات الابادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني على أرضه.
عندما يزداد أعداد الداعمين للقضية الفلسطينية ، بإمكاننا استخدامهم كورقة ضغط لا يمكن الاستهانة بها ، وهذا ما يحدث في أمريكا وفرنسا حاليا حيث الجالية العربية والإسلامية والداعمين بإمكانهم تغيير المشهد الانتخابي بأكمله والإطاحة بأي مرشح مهما كانت قوته وشهرته ، ولهذا يجب علينا أن نتولى إعادة شرح القضية الفلسطينية بكل لغات العالم ،ونظهر على وسائل الإعلام ونحن رافعين العلم الفلسطيني وصور الأطفال الأبرياء الذين قتلوا خلال حملات الإبادة .


الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي وكالة انباء "النافذة"


تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة