وقفت على عتبة استعلامات البنك المركزي العراقي ، شاحب الوجه شحوب الهم المكبوت بين الضلوع ، و في يدي كتاب صادر عن مركز شرطة ، فيه تفاصيل قرار محكمة و قاضي . فلم أجد من يهتم لأمري ، أو يدلني على مبتغاي ، و ان هناك عدد كبير من الملهوفين الذين يبحثون عن مخرج ينقذهم من التخبط في دهاليز أنفاق مظلمة وجدوا أنفسهم فيها ، فلم يألفوا سوى الوعود المتكررة و المضاعفة التي لا ينفك يطلقها المسؤولين هناك ، حتى سكنت في الرؤوس المتعبة الظنون و الوساوس ، وهم يصارعون الاعياء من منظومة الفساد الوقح المكشوف الذي دفعهم نحو ثقافة البحث عن (وساطة ) يستندون عليها ، أو انتظار شيء ما يحدث للتحرك معه . أنهم على يقين تام و أكيد ، ان هناك من استحوذ على حقوقهم التي أقرها لهم القانون ، مع سبق الاصرار و الترصـــــــــد ، باستغلال جوازات سفرهم و تحويل مبالغ نقدية ، بأسلوب التزوير و التلفيق ، مما جعل أحدهم يشعر بأنه غريب في وطنه ، أو من جنس آخر ، في مواجهة ذلك الخراب الحاصل وجها لوجه . فيضظر جميع من اصحاب الحقوق الى الاذعان للواقع المرير ، لعدم استطاعتهم المقاومة و المطاولة ، و ذلك اكثر قساوة من السكوت عن طقوس الظلم الفادج ذاته ، الذي يرزخون تحته ، لأن دائما ثمة من يصنع و يديم و يدعم بقاءه ، رغم محاولات المصلحون من بعض السياسيين و الاداريين ، بايجاد سبل و طرائق لإيقاف زحفه و جبروته دون جدوى . المرفقات : نسخة مصورة من الكتاب أعلاه .
الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي وكالة انباء "النافذة"