27 Jul
27Jul

صراع الفيل والحمار
تشهد الولايات المتحدة الأمريكية العديد من التغيرات الجذرية في التفاعلات السياسية والانتخابية وخاصة مع انسحاب الرئيس الأمريكي جو بايدن من الترشح للانتخابات القادمة، وإعلانه تأييد نائبته كامالا هاريس لتكون وريثته السياسية.
وأعلنت كامالا هاريس انها حصدت العدد الكافي من أصوات مندوبي الحزب الديمقراطي، اللازم لخوض انتخابات الرئاسة عن الحزب، وأصبحت في مواجهة الرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب.
وتسعى هاريس إلى «إعادة تشكيل السباق الرئاسي بسرعة
فائقة»،  حيث أنه  أصبح الآن منافسة قصيرة مدتها نحو 100 يوم.
وتعتبر كاميلا هاريس ليست منافسة سهلة لترامب ولديها حظوظ قوية نسبيا للفوز لعدة اسباب منها:
‏ومنها أن الناخب الذي ضد ترامب سيصوت لها.
كما أن الناخب الذي يتواجد في المنطقة الوسط بين ترامب وبايدن، وفي الوقت نفسه ضدهما فأيضا قد يميل للتصويت لهاريس.
كلمة اجهاض
‏وفي حين يوجد سبب مهم جداً لفوز هاريس وهو أن اغلب الناخبين هم من النساء الذين يرون أن هاريس تمثلهن وتحفظ حقوقهن ولاسيما حق الاجهاض الذي يحاربه ترامب.
ولدى هاريس فرصة لتغيير ذلك، وقد أثبتت بالفعل أنها أكثر جاذبية بكثير من بايدن في القضية التي يعتقد الديمقراطيون أنها يمكن أن تكسبهم سباق 2024. ونادراً ما كان بايدن يذكر كلمة الإجهاض، كما أن هاريس زارت عيادة للإجهاض.
‏وتمتلك هاريس أيضا دعم الفئة الشبابية التي ترى في كامالا مرشحاً أقرب لفئتها العمرية والثقافية.
وهذا السبب الذي أيدته نيكي هيلي، المندوبة الأميركية السابقة لدى الأمم المتحدة، في أثناء الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، إن «أول حزب سيستبدل مرشحه الثمانيني سيفوز بالانتخابات الرئاسية، وسيبلغ ترمب عامه الـ80 خلال شغله منصب الرئيس، إذا انتُخب لولاية ثانية».
وكان قد أثار الديمقراطيون والجمهوريون المناهضون لترامب الكثير من التساؤلات سابقًا بشأن «قدرة الرئيس ترمب على الحكم، وهو في الثمانينيات من عمره»، في محاولة «جريئة» لإعادة تشكيل النقاش بشأن العمر الذي ألحق ضرراً كبيراً بالديمقراطيين.
‏ويضاف إلي سبب العمر سببًا أخر وهو أن الامريكان غير البيض يرون أنها وجه أمريكا الذي يمثل الجميع، ويرون أن هاريس تمتلك القدرة على تنشيط القاعدة الديمقراطية أكثر من بايدن، خاصة في الأوساط الانتخابية التي شعرت بالتهميش.
وهذا على عكس انتخابات 2020، حيث واجه بايدن صعوبة في الحصول على تأييد الناخبين من أصول إفريقية والشباب».
‏وفي جهة أخرى تتعالى الأصوات بأن كاميلا ليست هيلاري كلينتون، وهي غير مكروهة امريكيا وليس لديها فضائح واخطاء في الماضي قد تؤثر على حظوظها، كما حدث مع هيلاري.
كما أن هاريس كانت مدعية عام وهي تجيد بشكل جيد جدا المناظرة والخطابة واستخدام المنطق.
من هي كامالا هاريس
ولدت كامالا هاريس عام 1964 في عائلة مهاجرة ذات تعليم عالٍ في أوكلاند، كاليفورنيا. كانت والدتها، شيامالا جوبالان، المولودة في الهند باحثة في مجال سرطان الثدي، أما والدها المولود في جامايكا، دونالد جيه هاريس، فكان أستاذاً للاقتصاد. وكان الأبوان نشطين في حركة الحقوق المدنية في الستينيات
والتحقت كامالا بكلية في الولايات المتحدة، وأمضت أربع سنوات في جامعة هوارد، وهي واحدة من الجامعات البارزة التي يدرس فيها السود تاريخياً في البلاد، والتي وصفتها بأنها من بين أكثر الخبرات التي حصلت عليها في حياتها وساهمت في بنائها وتكوينها، إذ تصف هاريس نفسها ببساطة بأنها «أمريكية».وفي عام 2019، قالت هاريس لصحيفة «واشنطن بوست» إنه لا ينبغي أن يضطر السياسيون إلى حصر أنفسهم في تصنيفات تفرضها خلفيتهم الاجتماعية، مضيفة: «كانت وجهة نظري: أنا كما أنا.
ومتصالحة مع ذاتي، قد تحتاج إلى معرفة ذلك، لكنني مرتاحة للتعامل مع الأمر».
وبعد تخرجها من هوارد، حصلت هاريس على شهادة عليا في القانون من جامعة كاليفورنيا، وبدأت حياتها المهنية في دائرة الادعاء العام في مقاطعة ألاميدا.
وتولت هاريس منصب المدعي العام في المقاطعة، وفي عام 2003، أصبحت المدعي العام الأعلى لسان فرانسيسكو، قبل أن يتم انتخابها كأول امرأة وأول شخص أسود يعمل كمدعي عام لولاية كاليفورنيا، وأكبر محام ومسؤول عن إنفاذ القانون في أكثر الولايات الأمريكية كثافة بالسكان.
خلال فترتي توليها منصب المدعي العام، اكتسبت هاريس سمعة جيدة باعتبارها واحدة من النجوم الصاعدة في الحزب الديمقراطي، واستخدمت ذلك الزخم لانتخابها في مجلس الشيوخ عن ولاية كاليفورنيا عام 2017.
ومنذ انتخابها لعضوية مجلس الشيوخ الأمريكي، حظيت المدعية العامة السابقة بتأييد واسع من التقدميين لاستجوابها اللاذع لمرشح المحكمة العليا آنذاك بريت كافانو، والمدعي العام ويليام بار، في جلسات الاستماع الرئيسية في مجلس الشيوخ.
حملة ترمب ضد هاريس
تعد حملة ترمب»خطة هجومية» ضد هاريس، وتتضمن عدد كبير من الإعلانات التي تركز على سجلها في منصبها الحالي بالبيت الأبيض، والسابق في ولاية كاليفورنيا، وفقاً لما نقلته صحف أمريكية.
وذكرت الصحف بأن فريق ترامب أعد بالفعل عدة ملفات عن هاريس، كما أن لديه ملفات مماثلة عن ديمقراطيين آخرين، قد يتم ترشيحهم عن الحزب في حال انسحاب بايدن من السباق.
لازال يرى المتابعون  إلى أنه حتى الآن يتم التركيز بشكل رئيسي في الاستعدادات على هاريس، بما في ذلك استطلاع للرأي أُجري مؤخراً لاختبار نقاط ضعفها في الانتخابات العامة.
‎ويستند اهتمام فريق ترمب بنائبة الرئيس إلى افتراضه أنه إذا تجاهل الديمقراطيون أول امرأة من أصول إفريقية تتولى منصب نائب الرئيس، فإن ذلك سيؤدي إلى تعميق الانقسامات داخل الحزب، ويخاطر بتنفير قاعدتهم من الناخبين المنتمين لذات العرق.
ومع هذه الخطة الهجومية تبدء هاريس الآن من خلال الهيكل التنظيمي الضخم لحملة بايدن، ولديها أكثر من 100 يوم بقليل للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي والرئاسة.
في المقابل فان النتيجة النهائية في حال فاز ترامب او هاريس فان موقف ادارة البيت الأبيض لن تتغير في عديد قضايا منطقة الشرق الأوسط ومنها العراق وفلسطين وامن منطقة الخليج العربي
* مدير مركز الأمصار للدراسات الإستراتيجية .


الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي وكالة انباء "النافذة"

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة