23 May
23May

ايا تكن او كانت الاحداث التي اعترت مسيرة ايران بعد الثورة الاسلامية، فهي لم تزد المنظومة الا قوة و ثباتا، انشق عنها رئيس و تم استهداف رئيس، وقبل ايام فقدت رئيسا، لكنها سريعة الاستيعاب للحدث جاهزة للبديل.هذه صورة قريبة للذهن و الوقت لمن يريد ان يعرف الفرق بين مأسسة الدولة و بين هجين الانظمة و التطبيقات، و ايران في هذه النقطة الحساسة و المفصلية هي دولة مؤوسسات، اتفق معها من اتفق او اختلف معها مُخْتلف.العقلية السياسية الايرانية عريقة، و مصالح ايران السياسية امر لا يعيب الدولة، فالدول الذكية تترك هوامش مرونة و كواليس التقاء و تحسب قواها و تحدد نقاط ضعفها و تعالجها و تحدد قوى الاخرين و مناطقهم الهشة، اذ ليس مبررا لسياسي حاكم ان يهمل مشروعا بضخامة مشروع الحكم مستسلما للظنون و متصرفا على اوهام القوى و الضعف التي يسوقها الرأي العام اذا ماكان ذاك الرأي مصابا بالعشو و ضعف البصيرة.اتكلم تحديدا عن السيستم الايراني الذي نعرفه منذ ثورة اية الله الراحل خميني، و هذا السيستم و بعيدا عن الدعايتين الثورية المؤيدة او المضادة له، سيستم لا يغادر الدستور و ليس انتقائيا في قضايا صيانة و ادامة النظام، لم يهتز بأنشقاق ابي الحسن بني صدر اول رئيس للجمهورية، و لم يرتبك بأغتيال الدكتور محمد علي رجائي ثاني رئيس للجمهورية ومعه محمد جواد باهنر، و لا تراجع عن دربه يوم تم نسف مقر حزب الجمهورية الاسلامية، و قبل ذلك محاولة اغتيال المرشد الحالي اية الله علي خامنئي، و لا امام عشرات عمليات الاغتيال، و لا حتى الحرب العراقية الايرانية.لقد ادرك العقل السياسي للثورة الاسلامية الحاجة الحيوية لمواجهة الظروف مهما كانت عسيرة، بكوادر تديم المشروع الكبير الذي لا يصح ان يتوقف على فرد، ولذا فقد اختط و طبق النص الدستوري و اشتق منه القانون و الانظمة و اللوائح البيّنة و الممارسة السلسة السريعة التي هي مثار اعجاب، حيث العملية المستدامة التي تحول دون تعطل المصالح.حياتيا و عاطفيا لا موانع من التعبير عن الحزن على الحادث المؤلم، لكن الفكر و الجهد و البديل حاضر كله في كل مفاصل الكيان السياسي الايراني.. العقيدة السياسية و عقلية الحكم لها ما لها و عليها ما عليها، ذلك موضوع آخر، و هو امر يطال كل الانظمة، لكن موضوعة سرعة المبادرة لمعالجة حدث قد يمس سيستم النظام امر بيّنة معالمه في الفكر الايراني السياسي، فلقد وفرت الارادة باكرا مراكز التفكير و الممارسة الانتخابية و توزيع القوى و عناصرها بما يتوافق مع النموذج الايراني للثورة، اي الثورة التي تقدم منظومة حكم بمواصفاتها هي و بفهمها هي لمضمون و دوام مؤوسساتها، وان احد اسرار دومها هي عقلية المواكبة و مرونة الاداء و الاحتفاظ بعناصر القوة السيادية التي جعلتها دولة مؤثرة في العالم، وامام هذا الدور الضخم فأن الارتباك هو ابعد و اخر ما تحتاجه دولة لدوامها.مسؤول الهيئة العاملة للمكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني.


الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي وكالة انباء "النافذة"


تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة