-1-
من أشد الفتن فتكاً بالشعب والوطن الصراعات والانقسامات بين أبناء البلد الواحد ، والدين الواحد ، والمصير الواحد .
-2-
وانّ من أهم أسباب العناء الذي ضجّ العراقيون تذمراً منه هو تلك الصراعات والاختلافات التي شغلتْ أصحابَ القرار عن تركيز جهودهم على تأمين الحاجات الضرورية للمواطنين .
-3 –
وانّ هناك أكثر من جهة متربصة بالعراق وأهله الدوائر، وتعمل على إذكاء الفتنة وإشعال روح الاختلاف وإدامة الصراعات .
-4-
ومن المفيد ان ننقل لكم ماجاء في التاريخ عن المحاولة الماكرة التي أراد بها ( شاس بن قيس) إضرامَ النار بين المهاجرين والانصار تفتيتاً لقوتهم وتبديداً لاجتماعهم على كلمة الحق .
قال ابن إسحاق :
« مر ( شاس بن قيس ) وكان شيخاً قد عسا ( أي أسنَّ وكَبُر ) عظيم الكفر ، شديد الضغن على المسلمين، شديد الحسد لهم، على نفر من أصحاب رسول الله (ص) مِنَ الأوس والخزرج في مجلس قد جمعهم، يتحدثون فيه فغاظه ما رأى مِنَ إلْفَتِهم وجماعتهم وصلاح ذات بينهم على الإسلام، بعد الذي كان بينهم مِنَ العداوة في الجاهلية فقال :
قد اجتمع ملأ بني قيلة بهذه البلاد لا والله ما لنا معهم اذا اجتمع ملؤهم بها من قرار، فأمر فتى شاباً من يهود كان معهم فقال :
إعمد اليهم فاجلس معهم ثم اذكر يوم بعاث وما كان قبله وَأَنْشِدهم بعض ما كانوا تقاولوا فيه من الاشعار، وكان يوم بعاث يوماً اقتتلت فيه الاوس والخزرج وكان الظفر فيه يومئذ للاوس والخزرج ففعل فتكلم القوم عند ذلك وتنازعوا وتفاخروا حتى تواثب رجلان من الحيين على الرُكَب … فتقاولا ثم قال احدهما لصاحبه إنْ شئتم رددناها الان جذعة فغضب الفريقان جميعاً وقالوا قد فعلنا، موعدكم الظاهرة والظاهرة الحرة – السلاح السلاح فخرجوا اليها
فبلغ ذلك رسول الله (ص) فخرج اليهم فيمن معه من أصحابه المهاجرين حتى جاءهم فقال : يا معشر المسلمين الله الله أبدعوى الجاهلية وانا بين أظهركم بعد أنْ هداكم الله للاسلام وأكرمكم به وقطع به عنكم أمرَ الجاهلية واستنقذكم به من الكفر وألف به بين قلوبكم فعرف القوم انها نزعة من الشيطان وكيد من عدوهم فبكوا وعانق الرجال من الأوس والخزرج بعضهم بعضاً ثن انصرفوا مع رسول الله (ص) سامعين مطيعين قدد أطفأ الله عنهم كيد عدو الله شاس بن قيس .
أرأيت كيف حاول الشيخ اليهودي ( شاس بن قيس ) تفريق المسلمين وتمزيق الصف الإسلامي ؟
ان مثيري الفتنة اليوم هم ورثة شاس بن قيس واخوانه من الرضاعة .
ان اثارة النعرة الطائفية ، والتشديد على اعتماد المحاصصات التي ما انزل الله بها من سلطان، خلافا لمقتضيات العدل والمعايير الموضوعية نخرت كياننا وباعدتْ بين الأخ واخيه، في منحى لا يؤدي الاّ الى المزيد من الإخفاقات .
ورحم الله الشيخ الشيبي اذ قال :
كونوا الوحدة لا تَفْصِمُها
نزعاتُ الرأيِ والمعتقد
أنا بايعتُ علي ان لا أرى
فُرقةً هاكُمْ على هذا يدي
نعم
انّ الوحدة الوطنية هي صمّام الأمان ، ولا ينبغي لاحد أنْ يقع في فِخاخ الشياطين العاملين على تمزيق اوصالها كيداً بالعراق وأهله .