كثيراً ما نقرأ في مقالات عن أدباء وساسة وشعراء وحتى عن علماء طبيعة، فنسترسل في قراءة ممتعة وببراءة، وفي النهاية ندوس على لغم أو ألغام خفية، فنكتشف أن صاحب المقال الفلاني، كان يمارس أدباً محتالاً!
كيف؟
الكاتب الفلاني بدأ مقاله بحيادية وموضوعية مغلفة، مستغلاً براءة القارىء أو حسن نيته أو حتى تمتعه بما يرد في المقال من مفردات وعبارات جميلة وبما يمتاز به المقال من أسلوب لبق.
نعيش اليوم في القرن الحادي والعشرين، وقد قطعت البشرية أشواطاً على درب الديمقراطية والتحرر من الخوف. كما أننا يجب أن نكون قد انعتقنا كذلك من قيود الآيدولوجيات التي تعمينا عن أخطائها وترهبنا في الحديث عن رموزها في غث أعمالها ومواقفها. وأخيراً فلا ينبغي أن نستمر نعيش الأرق في كشف خطأ ما بمكن أن نكون قد وقعنا به من فكر أو موقف أو حتى عمل!
هذه المقدمة أحببت أن أسوقها لأسمع بها من يحاول أن “يحتال” في عنوان مقال أو أسلوب طرح حول شخص أو قضية يجد نفسه ملتزماً سياسياً أو أمنياً تجاهها، بدعوى تسليط الضوء على إبداع إنساني!
بالطبع فإن تسليط الضوء على ابداع أو حتى على مساهمات انسانية هي من نبل وأخلاق وواجبات الكتاب وغيرهم، بيد أن تعمد هؤلاء على عدم تناول مثل تلك الابداعات أو المساهمات عند آخرين ممن لا يقعون ضمن بقع أضوائهم السياسية يثير الشك والريبة عن نواياهم، ويعبر عن انتقائية ذات أهداف مبيتة!
وللأسف الشديد يتناوب مثل هؤلاء الكتاب، ويتلون الأدب المحتال. في ذات الوقت فإن الجميع يتحدث عن الموضوعية والإنصاف، التي نرجو أن نصل الى اخلاقياتها في أدبنا ونوايانا.
الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي وكالة انباء "النافذة"