قالوا : وما شأننا بالأرص ؟ قلت : الأرض تتنفس تحت اقدامكم ، تراكم وترقبكم عن بعد وعن كثب ، تعلم بما تقولون .. الأرض تتنفس ، قالوا : هراء ، قلت : والوطن ؟ قالوا : شعار نرتديه أينما ذهبنا ونبتسم ، قلت الوطن ؟ ، قالوا : هذه الحدود الجغرافية ، قلت : بل الوطن هو الأرض والسماء والبحر ، هذا المركب الثلاثي الذي نقتاده ونعيش به ومن اجله ، قالوا : هراء .. وكيف تشعر بالأرض وهي صماء ؟ وكيف ترانا السماء وهي على امتداد الأفق عمياء ؟ وكيف يحزن البحر او يضحك وهو صفحة من رماد ؟ قلت : الرماد في قلوبكم والعمى في نفوسكم والصمم في ذاكرتكم .. هذه الأرض ليست عمياء ، انها تستشعر تسرب الماء الى اعماقها ، تعلم بالأصابع التي تتفحصها ليلا بعد أن ينام الناس او بعد أن يموت الناس ( لا فرق ) وتعلم بالأحذية الصلبة التي تدوس شرايينها بشراسة وهي ترفض ان تتذمر .. هذه الأرض تحملت الكثير ، فهل نسعفها قبل أن تموت او تتفجر ؟ قالوا : وما شأننا ؟ قلت : هذه أرضكم ، وطنكم ، قالوا : إننا نعمل من أجل ثرائنا ، ونتعب من أجل أن يرتفع البنيان على ظهرها ، ونلهف كل يوم أو شهر او سنة من أجل أن تبقى مزهرة عطرة ، قلت : لكن حين يكون الخوف في نفوسكم كيف تزهر الأرض ؟ وحين يكون الضمير قد مات فيكم كيف يرتفع البنيان ؟ وحين يكون قانونكم الوحيد هو الثراء بأية وسيلة كيف تتنفس الأرض ؟ قالوا : هراء هراء ، وأداروا لي ظهورهم ومضوا ، ووقع اقدامهم العنيفة يشعل في داخلي ذلك الغضب الخارجي لأنني أعلم أنها تتألم تحت اقدامهم وتتأوه وحدها بصمت دون ان يعلموا .. لكن كيف يعرف من لا يفقه معنى الوطن .. معنى الأرض ؟ وتبكي الأرض في وطنها عشرات المرات لا تجد من يخفض رأسه ليربت على خدها أو ليقبلها ؟ وبهدوء اقول للجميع وفي مقدمتهم مشايخنا الكرام لنصون الأرض والوطن الذي ينتظر منكم الكثير وهذا ما اكدت عليه لجنة شيوخ العشائر ومنظمات المجتمع المدني في مجلس محافظة بغداد برئاسة عضو المجلس الاستاذ مهند شاكر السوداني والتي تدعو الجميع الى العمل وفق ثوابتها واهدافها الوطنية التي تؤكد على حماية الارض والوطن والمجتمع وارساء قيم النبل والتمسك بمبادىء الأخوه والتلاحم ورفض كل اشكال الصراعات والنزاعات والثأر العشائري الذي لا يجلب غير الخيبة وعدم الأستقرار والأساءة للأرض والوطن الذي يحاول البعض من الخارجبن عن القانون والخلق العشائري المرتبط بتأريخ العراق العبث مع الأسف لنقف وقفة الرجال الأمناء على رحم التربة ونصون الأرض والعرض ونواجه قوى الشر والرذيلة ولنوقف نزيف الدم بحبنا لبعضنا ورفضنا كل انواع التقسيم والتلون .. ولنفكر بصوت عال عابر للطائفية متسامح مع الذات منسجم مع الواجب الوطني والثوابت الأخلاقية التي يتحلى بها شيوخنا الأعزاء ، هذه هي ثوابت مجلس محافظة بغداد ولجنة شيوخ العشائر ومنظمات المجتمع المدني .. لنعمل وفق هذا المفهوم والواجب الوطني حتى نكون سدا منيعا بوجه اقزام العصر ممن لا يريدون لهذا الشعب التقدم والأستقرار والأمان ، لنتحسس شراين الأرض بنقاء وهي تنتظر منا الحب والوئام المستشار الأعلامي للجنة
الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي وكالة انباء "النافذة"