الازمة كما هو معلوم عادة تكون مشكلة غير متوقعة تقع بشكل مفاجئ ما لم تعالج بشكل منطقي وايجاد الحلول الناجعة لها وتداركها اذا ما اريد لها السير باتجاه يعكر صفو المجتمع الذي ينشد الاستقرار والتطلع نحو مستقبل يعوض فيه الامه وتاخره عن عالم شغله الشاغل تقوية اقتصادياته اكثر مما هي عليه وتطويره بهدف تحقيق المستقبل الافضل لاجيال قادمة, ومن هذا يمكن القول ضرورة مقابلة من يثير الازمات بالحكمة والتروي وعدم الانجرار وراء العواطف وقصر النظر وابراز العضلات الهشة خاصة في مجتمع لا يتحمل اكثر ما تحمله من الويلات والقيل والقال، وعراق الرافدين واحد من البلدان التي تجاوزت ازماتها بتلاحم ابنائها وصولاً الى شاطئ السلامة وهو يتعرض اي العراق بين الحين والاخر الى ازمات مفتعلة تعكر صفوه وتعيده الى الوراء ومن يتصدى للازمة الا يدور في فلكها وانما ينبغي عليه ان يكون في مستوى الحدث لتفويت الفرصة على من يفتعلها بعيداً عن الاهواء وقصر النظر, خاصة وان عالم اليوم يختلف عن عالم الامس والا يجعل من يتصدى للازمة من الحبة كبة كما يقال ويصب النار على الزيت واعطائها اكبر من حجمها ويعير اهتماماً لمن يدفع باتجاه الشهرة وافعاله المرفوضة وكما يقول البيركامو (فيلسوف وكاتب مسرحي فرنسي متوفى سنة 1960) هناك اشخاص يجب الا نمنحهم اكبر من حجمهم كي لا نخسر الكثير من حجمنا. ويبقى العراق خيمة الجميع لا مكونات كما يحلو للبعض تردادها سني، شيعي، كردي واقاليم تفرق ولا تجمع وان يكون هدف الجميع نحو تحقيق الديمقراطية الاجتماعية فيها العدالة وتكافؤ الفرص امام جميع المواطنين دون تفرقة او تمييز ومن الله التوفيق.
الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي وكالة انباء "النافذة"