21 Jul
21Jul

هل وقع علم الانساب ومعارفه عمومأ في محظور الاستسهال ومايتبع ذلك من غش ومزاعم باطلةوانتماءات غير مشروعة ؟ وهل صارت معارف الانساب محط ارتزاق للبعض على وفق مايرغب ويريد الباحثون عن انتماءات عشائرية وقبلية ترفع من شأنهم وتدعم مواقفهم المهزوزة لسبب من الاسباب ؟ وهناك سؤال ثالث يستحق الطرح هل تحول الانتساب إلى العشيرة بديلأ أخلاقيأ وإجتماعيأ  عن الانتماء الحقيقي للشرف والتسلح بنظافة اليد والقلب والدفاع عن القيم الانسانية الصحيحة واعتبار ذلك النسب غطاءً للتستر على الانحرافات والكذب وغيرها من الظواهر الذميمة ؟ إنني إذ أثير هذه الاسئلة الثلاث فأنا في حقيقة الامر أمام وقائع محزنة عن هذا الانجراف نحو غش الانساب نتيجة تجربة شخصية أولأ  من خلال متابعاتي الدقيقة والميدانية لواقع العشائر العراقية وصلاتها مع عشائر في بلدان عربية أخرى ضمن الإمتداد القبلي المعروف بين الدول العربية وبعض ماتًكون لدي من قناعات بشأن هذا الإنحراف جاء نتيجة متابعات مع رؤساء ووجهاء وحتى سادات فيما يخص النسب للرسول الاكرم عليه افضل الصلاة والسلام اشتكوا لي كثيرأ عن وجود أشخاص وبأعداد كبيرة يدعون الانتماء لهذه العشيرة أو تلك ويحملون وثائق مزورة وهم ليسوا من تلك العشائر أصلأ جاء ذلك من خلال مسؤوليتي في رئاسة المديرية العامة لشؤون العشائر في وزارة الداخلية ، بل أن البعض منهم ركب موجة الأنساب ورئاسة العشيرة بالنسخة المختلفة ونسب إلى نفسه الشيخة ورئاسة العشيرة ودخل في منافسات بل وخصومات مع شيوخ في تلك العشائر، ويحضرني هنا أن أشير أيضأ ومن خلال المتابعة الميدانية وبمسك اليد أن أشخاصأ معينين أخذوا يتوجهون إلى مسؤولين في الحكومة وإلى مؤسسات حكومية طارحين أنفسهم أنهم شيوخ هذه العشيرة أو تلك مستندين الى وثائق مزورة حررت لهم بأجور مالية ، وقد كشفت وقائع المؤتمرات والندوات التي عقدتها بعض العشائر لتجميع نفسها كم هي المشاكل التي تعاني منها نتيجة هذه المزاعم الباطلة في أن بعضهم يدعي مسؤوليته في رئاسة تلك العشائر. إن هذه التوجهات القائمة على الغش في النسب العشائري والعلوي أضعفت في الحقيقة الكثير من المبادئ والاصول والمفاهيم العشائرية الصحيحة خاصة أن الذين يدعون الإنتماء لهذه العشيرة أو تلك وفق أشجار ( جمع شجرة ) أنساب أعدت لهم وراحوا يطرحون أنفسهم في الاعلام ومن خلال المؤتمرات والندوات واللقاءات  أنهم من هذا الاصل أو ذاك وليس لديهم مايؤكد حقيقة انتمائهم . إن الصورة المقرفة الأن بالنسبة للأنساب نستطيع أن نستدل عليها من ( دكاكين ) فتحت لهذا الغرض .
صورة مقرفة
 وقد حملت صفحات الفيسبوك في الانترنيت الكثير من الوقائع عن البعض الذين نصبوا أنفسهم  ( نسابة ) ونستطيع أن نستدل عليهم من وجود هذه الدكاكين  في شارع المتنبي في بغداد وفي بعض مناطقها كالكاظمية وأسواق البصرة وكربلاء والنجف وحتى في الموصل، ومن الوقائع الجديرة  بالتشخيص هنا ان بعض العراقيين  الذين دأبوا على إرتكاب معاصي معينة أو أخطاء جسيمة يلجأون الى هذه الدكاكين ويعدون لأنفسهم شجرة نسب تمتد في بعض الاحيان الى الجد السابع أو الثامن وقد يذهبون أكثر في إدعاء أنهم من هذا الطرف القبلي المتميز  أو أنهم من ( السادة ) حيث لايتطلب الامر سوى أن يصبغ كوفيته باللون الاخضر أو الاسود ويحمل ( مسبحة ) بمئة وواحد خرزه أو بملابس عشائرية مترفة  ويصعد بسيارة حديثة استلف ثمنها بالاقساط من احد المعارض  للنصب على الاخرين والانكى من ذلك أيضأ أن بعضهم ومن خلال دكاكين الانساب جلبوا لها أشخاص أخرين يعاونوهم في مهماتهم التزورية ، ولهذا أرى من الضروري أن يعاد تنظيم وغربلة أولئك الذين يدعون المعرفة بالأنساب خاصة الذين يمنحون البعض ( صكوك نسب ) إذ لايتطلب الأمر سوى دفع مبلغ ( دسم ) مقابل إصدار هذه الشجرة أو تلك ، ختامأ حينما يتحول يتحول الإنتماء والنسب  الى تجارة وحين يتيح بعضهم لأنفسهم إدعاء الدراية العشائرية وانه يحمل درجة الدكتوراه في علم الانساب ويحتال على الدائرة المختصة فإن الوضع في هذه الحالة قد وصل حتمأ الى الواقع المزري ،السؤال هنا هل يمكن لوزارة الداخلية  أو أي جهة حكومية رقابية أخرى أن تضع حدأ لأدعاءات البعض أنهم على معرفة بالانساب وهل يحتاج النسابة الى شهادة تاريخية واجتماعية تثبت أنه على معرفة بالانساب وماهي الوسيلة التي يتبعها  وهل لديه وثائق تتيح له أن يمنح ورقة نسب وتأهيل عشائري لهذا الشخص أو ذاك ، الواقع ان تحرير علم الانساب من الاشخاص الدجالين الطارئين عليه أصبح أمرأ  لابد منه ضمن مبادئ ( لايصح إلا الصحيح ) ولنا عودة لهذا الموضوع في وقت أخر لأهمية التشخيص بشأنه ، ولي أن أشير الى أن أتحاد المؤرخين العرب كان قد منحني درجة تقدير جيد جدأ خلال مشاركتي في دورة عن علم الانساب اقيمت في العاصمة السورية دمشق خلال كانون الاول 2007 تثمينأ للبحث الذي قدمته هناك في ( مفهوم الانساب جغرافيأ وتاريخيأ ) وفي ضوء ذلك تم أختياري عضوأ في الهيئة العربية لكتابة تاريخ الانساب  التابعة لاتحاد المؤرخين العرب.


الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي وكالة انباء "النافذة"

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة