24 Feb
24Feb

ربما يستغرب البعض عند قراءة هذا المصطلح غير مدرك لمعناه، وللبعد النفسي والاجتماعي الذي يتضمنه، إذ يرتبط مفهوم الاستقالة ببيئة العمل والوظيفة التي يزاولها الانسان ونحن نعلم أنّ الاستقالة تعني طلب ترك العمـل، والاستغناء عنه باختلاف الاسباب، فكيف يعلن العامل – مع بقائه في المؤسسة – استقالته الصامتة؟
لا يشعر الانسان بقيمته ووجوده الا عن طريق ما ينجزه في مشوار حياته، لكن عندما يتوقف عن المحاولة، فلابد أن نقف وندق ناقوس الخطر، باحثين عن الاسباب والمعالجات.
عندما أتردد الى عملي صباح كل يوم أو أذهب الى إحدى مؤسسات الدولة لاكمال معاملاتي الشخصية، كثيرا ما ألاحظ هذه الظاهرة المنتشرة في أغلب دوائر الدولة، فالموظف يشعر بالملل والرتابة ويتذمر فاقدا شغفه ومعلنا استقالته الصامة، خاصة اذا كان ممن قضوا شطرا طويلا من حياته في ذلك العمل بعد أن كان لا نظير له في الالتزام والحماس، فلم يعد ينصاع لأوامر المدير ولايأبه لما يطلب منه مكتفياً بالأداء البطيء للمهام، أو تقديم الحد الأدنى من خدماته وعدم بذل أي مجهود إضافي بعد أن كان يعمل خارج ساعات الدوام أو يكمل أداء المطلوب منه في المنزل، هذه الأيام التي أرهقته واستهلكته، وأقلقت راحته ولّت بلا رجعة.
وإذا بحثنا عن الأسباب سنجدها كثيرة لكن من أهمها عدم الارتياح في بيئة العمل؛ نتيجة عدم التقدير والاحترام، أو المنافسة غير الشريفة بين العاملين في المؤسسة، أو الارهاق الجسدي والنفسي الذي تحدثه مشقة العمل وساعاته الطويلة، ولاسيما اذا كان العمل نمطيا وليس ميدانا لتطوير الذات أو تجديد النشاط.
وقد يتجه الكثير منهم الى البقاء في العمل لساعات قليلة أو التنصل منه، والبحث عن عمل جديد يلائم طموحاته ويجدد نشاطه أو يدرّ عليه مالا إضافيا، لاسيما إذا كان من ذوي الدخل المحدود أو يعيل أسرة كبيرة.
ويمكن التخفيف من هذه الظاهرة بتوفير الدعم المنظّم، بشقيه المعنوي والمادي، فالمعنوي يتحقق بعبارات الثناء والتشجيع من قبل رب العمل، أما المادي فبتوفير الحوافز والمكافآت التي تدفع عجلة العمل الى الأمام خدمة للصالح العام.


الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي وكالة انباء "النافذة"


تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة