الاعلام هي تلك العملية التي يترتب عليها نشر الآخبار والمعلومات وكافة الاحداث والمتغيرات اليومية الدقيقة والتي ترتكز على الصدق والصراحة والنقل بإمانة لما يشكله الاعلام من رسالة سامية لمخاطبة العقول والارتقاء بمستوى الوعي , لايختلف نشاط الاعلام من حيث الوصول بالسرعة لدائرة الحدث ليرى قبل غيره التفاصيل كاملة رغم ان هنالك مخاطر تحف بهذا العمل وقد راح ضحيته الكثير مما يحملون الصورة الناصعة التي تبتعد عن الضبابية اثناء تجسيدهم الاخبار والحوادث , مع ان الاعلام يشكل بكافة ثقله حلقة الوصل بين صوت الشعب والمسؤول والتي لم يلبى طلبهم او الاخذ بمظلوميتهم لنشرها بإمانة وحيادية وتسليط الضوء عليها من جميع نوافذ اجهزة الاعلام كافة , مما أدت رسالة ذات معاني عظيمة وذللت بذلك مشاكل اجتماعية واقتصادية وساهمت بتوفير الخدمات العامة ولعبت دورا رياديا في المحافظة على النسيج العراقي بكل ماينشر من وجهات نظر متقاربة ومتباينة يراعى فيها الشفافية والنزاهة اثناء وقوع البلد في ازمات سياسية هذا مايطل علينا الاعلام ذو الفكر الوطني ويمكن التعرف عليه من اهدافه واستخلاص النتائج النهائية لكل عمل يرى النور والرفاهية ويسعد الشعب من خلال هذه المنظومة المتكاملة , واليوم اصبح الاعلام في العالم يشكل الأولوية في نشاط الدولة السياسي والعسكري ويعمل في حالة الحروب كعمل الجيش واسلحته بل يدمر الاعلام مالم تستطع آلالة الحربية من الوصول اليه وتدميره , ولكن يحتاج الاعلام الى اساسيات وثوابت يمكن ان ينطلق منها لتحقيق اهدافه وتأثيراته على الساحة واولى هذه الثوابت هو الجانب المادي والاساسي في هذه العملية من خلال استخدام الاجهزة الحديثة في نقل المعلومة واستقبالها مع تخصيص فيلق من المراسلين وذو الاختصاص وتوفير كل الاجهزة التي تتعلق بعملهم وتوفير اماكن اقامتهم وصرف مكافأة مجزية وانشاء منظمة اعلامية مترابطة وحديثة لاتتقاطع مع ماوصل اليه العالم والشبكات الانبائية الاخرى وبالتاكيد مثل هذا العمل والانجاز الكبير يحتاج الى جانب مادي ضخم والامر الثاني والذي لايقل عن الاهمية وهو الخبرة اللازمة والمطلوبة وفن صياغة الخبر واستخدام العبارات المؤثرة اثناء نقل حادث يتطلب فيه الرثاء والعكس , كما لا يقل الاعلام ايضاً ومن خلال تشخيص وتسليط الضوء على جوانب سلبية في المجتمع ان يؤثر ويوصل الحالة ويأخذ افضل الصور من الواقع ومراعاة الجانب الانساني والاخلاقي ليصيغها باسلوب مؤثر على المسؤول مع تعاطف الشارع والمجتمع معه ويحتاج هذا العمل الى ممارسة ودراسة وجرأة مسبوقة بشجاعة ولاتأتي هذه الامور الا عن ايمان وحب الاعلامي لهذه المهنة ولم يتخذها فقط للكسب والشهرة , والجانب الاخر الذي فقدته صروح هذه المؤسسات الاعلامية وكادرها أبان النظام السابق حين ضيق المساحة واستخدم الاعلام لشخصيته وكرس عمل الجميع له وترك العراق ثانية بعيدا عن مساره واهتم الاعلام في تسليط الضوء على القائد الضرورة الرجل الواحد , يحتاج الاعلام الى فسحة كافية من الحرية ومناخات واسعة تتصارع فيها الخبرات والاقلام الحره ليكون الابداع حالة ينتج منها هذا الصراع وتتسابق الافكار ونشر المعلومات وانتشار المؤسسات الاعلامية التي تعرج وتغطي جميع الاحداث وتكون سياساتها تتناسب مع معطيات وواقع دولتها ولاتخرج كما تخرجه لنا الفضائيات مستغلة بذلك الفسحه وهذه المناخات الديمقراطية لتقول انفجار عبوة قرب الحدود العراقية السورية اواصطدام حادث سير على طريق البصرة الزبير وانفجار خزان نفط , او اظهار عائلة تتهجم على الحكومة لانها لم تراعيها وهي متجاوزة على ممتلكات الدولة الحق العام , او مثل تظاهرات جرت في شارع المتنبي تتطالب بفتح البارات والملاهي ودور الرقص وان قسم من هذه المؤسسات الاعلامية تأخذ هذه الاخبار في مقدمة نشرتها او تتصدر صحفها وهي بذلك مستغلة هذه المساحة الحرة الاعلامية الممنوحة للجميع لنشر الخبر ليكون منتج وتتفاعل معه الجماهير باأخبار ضللت مسار الاعلام الحقيقي وفقد هيبته او ربما يوشك ان يتلاشى بمرور الزمن, الاعلام الحر والوطني اليوم الذي يأخذ في اولويات عمله نشر الحقائق واسعاد الناس بمعالجة كشف الخلل واصلاحه دون الامساس بشخصية الدولة امام الراي العام ونحن في بداية طريق البناء والحرية ونحتاج ان يكون الاعلام مرأة وعين تقوم مسارات الدولة لا البحث عن الخطأ بقصد التشهير والتشفي .
الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي وكالة انباء "النافذة"