ربما لم يكن الأكاديمي الكندي الان دونو على دراية واسعة بما وصل اليه عالم البلوكر في الشرق الأوسط ومنه العراق.. فكتب كتابه القيم (نظام التفاهة).. فكما قيل في الأثر ان السياقة (فن وذوق وأخلاق).. بمكن مقارنة ذلك بواقع السياقة في ازدحام شوارع بغداد اليوم. لماذا كل هذا الانفلات القيمي؟؟ بعد ٢٠٠٣ حصل انفلات كبير سوق له الاحتلال الأمريكي بعناوين الديمقراطية البراقة من دون استعداد عراقي مجتمعي.. اقتصادي.. سياسي لاستقبال موجات التفاهة الأمريكية بدلا من ردم فجوة المعرفة والتمسك بأهمية ولوج عراق جديد عوالم المعرفة. كانت بداية التفاهة إعلاميا صدور أكثر من ٥٠٠ مطبوع يومي واسبوعي فقط لتمثيل اتجاهات مطلوبة في عملية سياسية غير ناضجة.. وهكذا كتب الدستور بكل عجالة.. وفق معايير ردود الأفعال المتضاربة وليس بناء دولة عراق واحد وطن الجميع. ثم توالت الأحداث حتى بات حلم الاثراء السريع عبر مفاسد المحاصصة حقيقة مطلقة في مقاربة الفواصل بين عملية سياسية وبين ما يؤشر اليه كتاب نظام التفاهة. هكذا ظهر عالم البلوكر.. من وسط كل ذلك فتحولت الدعارة من حالة التستر الى الإفصاح العلني.. ونقلت مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مخجلة من تطبيقات التفاهة من مسارح منتديات ليلية كاعلان مجاني .. كما تنقل حالات الازدحام في الشوارع البغدادية ان السياقة ليس بالضرورة أن تكون فن وذوق وأخلاق!! المشكلة الأكبر تتمثل في ذلك الدمج بين حالات إيجابية وأخرى سلبية… نعم تقنيات البلوكر متواجدة على شبكة الإنترنت والكل يستطيع توظيفها.. وفق أهداف متغيرة.. هناك إدارة محتوى اجتماعي او علمي او طبي بل حتى فن الطبخ والتدبير المنزلي.. حالات إيجابية مقابل تصاعد صخب الفوضى في عدم ضبط المحتوى الهابط.. نعم هناك مساعي حكومية لضبط ومحاسبة أصحاب المحتوى الهابط.. لكن كما يبدو أن هناك في الأمور أمور كثيره تتداخل.. بما يؤكد الحاجة الماسة وأهمية وضع ضوابط صارمة.. لإدارة الوعي الاجتماعي.. بمضمون دستوري لعراق واحد وطن الجميع بدلا من توظيف تقنية البلوكر سياسيا في إدارة تفاهة التقسيط والشخصنة بهذا الاتجاه او ذاك. كل ذلك يتطلب قرارات جريئة ضد هدم المجتمع.. فمن يصلح الملح اذا الملح فسد؟ ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!!
الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي وكالة انباء "النافذة"