سنوات مضت ومنذ نهاية التسعينات لتبدأ مرحلة صعبة في مسيرة التربية والتعليم في بلدنا والذي كان في المصاف الاول والمرتبة الاولى منذ فجر السبعينات وحسب تقارير الامم المتحدة ومنظمة اليونسكو للثقافة والعلوم واليونيسيف حيث عدت العراق من الدول المهتمة بالتعليم بشكل كبير وضمن الاطار الصحيح ومن ذلك القرارات التي صدرت بشأن افتتاح مدارس تعليم الاميين وكذلك الزام العوائل بارسال اولادهم وبناتهم للمدارس الى جانب تخصيص ميزانية خاصة لبناء المدارس واعادة ترميم بعضها والقضاء على المدارس الطينية والعمل على التخلص من المدارس ثلاثية الدوام كما وان وزارة التربية كانت تعمل على تنظيم التلاميذ بعدد محدود لايتجاوز ال (25) طالبا في الصف الدراسي الواحد وكل ذلك من اجل تهيئة فرص التعليم للجميع والاستفادة من الحصة التعليمية خلال ال (45) دقيقة من الدرس كما عملت الوزارة على فتح دورات تأهيلية وتطويرية للمعلمين والمدرسين كل في اختصاصه الى جانب التماشي مع التطور الحاصل في علم النفس التربوي وطرائق التدريس بل وكانت الكفاءة العلمية والخبرة الادارية شرطان مهمان للترشح للاشراف التربوي والاختصاصي وكل ذلك من اجل رفد التعليم بالخبرات والامكانيات العلمية المتطورة ناهيك عن الكتب المنهجية التي كانت مثار اعجاب دول المنطقة من حيث المواد والتبويب ولكل مرحلة ضمن برنامج تعليمي عالمي ووفق الاطار المطلوب . اسوق كلامي هذا واطرح هذه الامور لان الواقع التربوي في بلادنا بحاجة الى اعادة نظر ودعوة المختصين الى مناقشة ورقة عمل تربوية تليق بالعراق ارضا وشعبا وحضارة لان الطالب اليوم لايجيد شيئا بل يعتمد على الملزمة وهي بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار واما المدارس والجامعات الاهلية فحدث ولاحرج اما النظام التعليمي ففي الهاوية وما ادراك ماهي اضافة الى كل ذلك هنالك تسرب واضح من طلاب المدارس والاسباب معروفة منها المدارس والنظام التعليمي والكتب ومنها اقتصادية لان ليس للاهل امكانية الصرف على ابناءهم في ظل هذه الاوضاع والبطالة المقنعة . دعوة كريمة لوزارتي التربية والتعليم العالي والبحث العلمي الى دعوة الأكفاء من التربويين واصحاب الاختصاص لمناقشة التردي الواضح في نظام التعليم وعزوف الاهالي وابناءهم ووضع خارطة طريق لردم الهوة بين التعليم والطلاب الى جانب وضع الحلول لاعادة مجد التعليم وهل ترضون ان طلاب جامعة الفارابي لايعلمون من هو الفارابي وبهذا اكتفي ولكم وعندكم الحل ياارباب العلم والتربية .
الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي وكالة انباء "النافذة"