منذ انضمام العراق الى الالعاب الاولمبية لاول مرة في عام 1948، لم يتمكن من تحقيق سوى ميدالية برونزية واحدة في رفع الاثقال عام 1960، وهذا النقص المحزن في الانجازات الاولمبية يعكس العديد من المشاكل والتحديات التي تواجه البلاد، والتي يمكن تلخيصها في نقطة واحدة وهي سوء وتخلف التعليم.
التعليم هو الاساس الذي يبنى عليه اي تقدم في المجتمع، بما في ذلك الرياضة، وفي العراق يعاني النظام التعليمي من العديد من المشاكل التي تؤثر بشكل مباشر على تطوير المواهب الرياضية، من بين هذه المشاكل نقص التمويل الذي تعاني منه المدارس والجامعات، بالاضافة الى البنية التحتية الضعيفة حيث تفتقر العديد من المدارس الى المرافق الرياضية المناسبة مما يحد من قدرة الطلاب على ممارسة الرياضة بشكل منتظم، وايضا يفتقر المنهج الدراسي الى التركيز على التربية البدنية والرياضة كجزء اساسي من التعليم. الرياضة ليست مجرد نشاط ترفيهي، بل هي جزء اساسي من التعليم والتطوير الشخصي، وفي العراق تواجه الرياضة العديد من التحديات التي تعيق تحقيق الانجازات الاولمبية، منها ان الرياضة في العراق، فيما عدا كرة القدم، لا تحضى بالدعم الكافي من الحكومة او المدارس او حتى الجمهور مما يؤثر على انتاج رياضيين مؤهلين للمشاركات الدولية، كذلك يوجد نقص في المدربين المؤهلين الذين يمكنهم تطوير المواهب الرياضية بشكل صحيح وهذا يعود الى ضعف التدريب والتاهيل المهني والجامعي، وايضا البيئة الاجتماعية السلبية حيث لا تحظى الرياضة بالاهتمام الكافي من المجتمع مما يؤثر على تشجيع الشباب على ممارسة الرياضة فتركيز الاباء هو على حفظ الدروس الصفية لاجل الحصول على درجات عالية. الخلاصة هي ان تحقيق الميداليات الاولمبية يتطلب تضافر جهود كبيرة في مجالات متعددة، منها التعليم، مما يتوجب على العراق ان يستثمر في تطوير نظام تعليمي قوي يشمل التربية البدنية كجزء اساسي، بالاضافة الى توفير الدعم اللازم للرياضة من خلال تحسين البنية التحتية وتوفير المدربين المؤهلين، فقط من خلال هذه الجهود المتكاملة يمكن للعراق ان يامل في تحقيق انجازات اولمبية مستقبلية.
الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي وكالة انباء "النافذة"