05 Aug
05Aug

إصبع على الجرح ...

قد يعيب علينا البعض استخدام كلمة القندرة رغم انه يعرف انها تعني الحذاء ففي معجم اللغة هي في الأصل ( كندرة ) ومعناها الجذاء من الجذر بما يستند اليه القدم ويحميه اما كلمة حذاء فهي مفردة افرنجية ولا اصل لها عند العرب .
ثم اني لا ادري لماذا ننكر فضل الحذاء على كل من يحتذيها وهي التي تحمي الأقدام وتكمل الشياكة وتتم معالم الإناقة ، ليس هذا فحسب بل إنها صاحبة الفضل على جميع شرائح المجتمع المتجندر وغير المتجندر رئاسات وزعامات وقادة ونواب واغنياء وفقراء ، فلولا القندرة قبل ان تأتي الجندرة او بعد مجيء الجندرة لما استطعنا ان نذهب للعمل والمكاتب ومراكز التصويت والترشيح والمدارس والمتنزهات والمطاعم وكل مكان .
من هنا نعرف إن القندرة هي تلك الحذاء التي مهما كانت جلد او لاستيك تبقى صاحبة فضل علينا لكن بعض مفردات العرف المجتمعي بحاجة الى اعادة النظر كبعض الأمثال الشعبية (أخذ الشور من راس الثور) .. نعود لموضوعنا عن ماهية العلاقة بين الجندرة والقندرة .
لا ادري هل افرازات ومتطلبات التنفيذ الفعلي لإتفاقية سيداو في الأمم المتحدة بإيعاز من امريكا والدول الغربية التي جاءت بالنص والتفصيل متناقضة مع ثوابت الدين الإسلامي بل حتى انها تتناقض مع بقية الشرائع السماوية ولذلك بادرت الى رفضها وعدم التصويت عليها الكثير من الدول الاسلامية ومنها ايران والسعودية والامارات وباكستان واندنوسيا ..
الا العراق فقد كان ممثله صم بكم متوافقا مع العصر الحجري للخارجية العراقية .. أما ماتنص عليه اتفاقية سيداو بالتناقض التام مع ما جاء في القرآن الكريم وعلى سبيل المثال لا الحصر . فأنها تؤكد على إلغاء الفرق بين الجنسين الذكر والأنثى وترك حرية تحديد النوع الاجتماعي حسب رغبة الفرد فيما جاءبكتاب الله العزيز ( ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى ) وقال تعالى ( وليس الذكر كالأنثى ) .
تنص الاتفاقية على تجريم زواج الرجل بأكثر من امرأة واحدة فيما سمح الله بذلك مع توفر شرط العدالة والتمكين إذ قال تعالى ( فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً .) . لقد نصت اتفاقية سيداو على ان يسجل المولود بأسم الأم وليس الأب عكس ما يقول الله تعالى ( ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ ۚ ) .
القوامة في اتفاقية الجندر تترك حرية السطوة للنوع الاجتماعي وليس للرجل فمن حق المرأة ان تكون لها القيمومة والسطوة فيما حدد الله ذلك للرجال كخدمة للنساء شرط التزامه بالصرف على البيت والمرأة وتلبية متطلباتها حيث قال تعالى (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ) .
حتى قتل الجنين تحت طائلة حرية الإجهاض اقرتها سيداو بحجة عدم الاستطاعة او عدم الرغبة فيما قال الله عز وجل ( وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ۚ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا ) ليس هذا فحسب فإن ما ينص عليه مفهوم الحندر وحرية النوع الاجتماعي هي أباحة الفاحشة وحرية ممارسة الجنس من دون قيد او تحديد عمر او ضوابط وكأنه تحديا لكل قوانين السماء وقد قال تعالى ( وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا ) .
بل انهم بصلب كارثة مفهوم الغاية من الجندر هو إشاعة الشذوذ والمثلية واللواط في مواجهة الضد لقوله تعالى عن قوم لوط . ( وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِينَ* إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَآءِ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ ) .
أخيرا وليس آخرا فإنهم اشاعوا ممارسة الجنس للكل مع الكل دون تمييز للمحارم بين الأبناء والبنات والأخوات في حالة احتقار تام للمشاعر والفطرة الإنسانيةوبما لا تصل اليه حتى الكثير من الحيوانات وكأنهم يقفون بالضد من الآية الكريمة (حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم وخالاتكم وبنات الأخ وبنات الأخت وأمهاتكم ) ..
الى هنا ينبغي أن نكون قد فهمنا وعلمنا ما يبغون وما يخططون من وراء قانون الجندر ولا ندري ان كان بعض من ينعق او ينهق في ضرورة تطبيق الجندرة في مؤسسات الدولة والبنية المجتمعية ومن يسمح بإقامة بعض ما تسمى منظمات المجتمع المدني ورش تطوير وتدريب لاشاعة الجندرة مثل ما حصل في اربيل وكركوك والنجف وغيرها لا ندري ان كانوا يعلمون ام لا يعلمون ام انهم مثال لحالة من اثنتين ..
اما عملاء مؤجندين يعملون بما يدفع لهم من اسيادهم او انهم يعملون وفق المثل القائل ( على حس الطبل خفن يا رجليه ).
وفي كلا الحالين فإننا نعتقد ان هناك علاقة خفية بين الجندرة وسيداو والقندرة لان ثقافة اغلب المروجين لها والعاملين عليها مع احترامنا لحفظ المقامات وطول بعض القامات وقربها من دواوين الزعامات والثعلب فات فات فانها لا تساوي في جوهردعوتها للجندرة ثمنا أغلى من القندرة .


* ملاحظة: المقالة تعبر عن رأي صاحبها *
 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة