والحقُ أقول… أن تجتاح الشارع العراقي حالة من الغضب والهيجان وموجة من السخط والشجب والإستنكار والتنديد بقانون ( الجندر أو قانون تمكين المرأة أو النوع الإجتماعي ) وتعلو الأصوات الغيورة الشريفة المجاهدة مناديةً بضرورة التصدي له ومحاربته بكل الوسائل ، فهذا الشيء يبعث على الأمل والفخر والاعتزاز، لإن ردة الفعل الجماهيرية هذه وإن كانت لاترقى إلى مستوى الخطر المُحدِق بالعراق إلا أنها تشير إلى حالة من الوعي والبصيرة بدأت تكبر شيئاً فشيئاً وإن الشعب قد بات يعي ويشعر بخطورة ( الجندر أو السقوط النوعي والإنحراف الاجتماعي ) وهذا بحد ذاته لطفٌ إلهي، فما يُحاك لنا كمجتمع إسلامي محافظ أكبر بكثير مما هو معلن عنه، ولهذا فنحن بحاجة إلى نهضةٍ حقيقيةٍ وقيامٍ يزلزل الأرض وثورة من الوعي الجمعي وبصيرة بحجم هذه المؤامرة القذرة والتي يحاول فيها الشيطان وبكل ما أوتي من عسكرٍ ونفوذ وقوة تنفيذ وعدهُ وتحديهِ لله تعالى حين قال…(( وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ )) هذا يعني أن عباد الله سيصبحوا معسكرين وفسطاطين لاثالث لهما، أما معسكر الله، أو معسكر الشيطان.
إذاً… فحربنا اليوم هي حرب فكرٍ وفطرةٍ وبصيرةٍ وعقل ٍ وجهادُ تبيين، بل هي حرب أخلاقية، إن إنتصر فيها شيطان الجندر لاسامح الله فستصبح له الحاكمية والسطوة والمُكنة ، وقتئذ سنجلس جميعاً في سرادق العزاء لنقرأ الفاتحة على منظومة العفة والشرف في العراق…وعليه فالمسؤولية الأولى تقع على عاتق…
أولاً : الحكومة، بإعتبار أن سلطاتها التشريعية والتنفيذية ومُشرعها القانوني هم حائط الصد الأول والساتر الأمامي لجبهة الشعب في مواجهة ( الجندر أو السقوط النوعي والإنحراف الاجتماعي ) وأول شيء يجب عليها فعله هو الإسراع بإلغاء كل الإتفاقيات والتفاهمات التي مررتها حكومة عميل السي أي آيه كاظمي الخسة والغدر والخيانة من تحت الطاولة وتسربت إلى وزارات ومؤسسات ودرائر الدولة، وكذلك الاسراع بسن قوانين تُجرم هذا الوباء القاتل بكل تفرعاته وتشعباته والتي لا تتوافق مع الدين والفطرة الإنسانية السليمة ، وإلا فإن إقرار قانون ما يُعرف بي (( الجندر أو السقوط النوعي والإنحراف الاجتماعي)) ، يعني تقنين رسمي للفاحشة والسقوط في مستنقع الرذيلة والنهاية الحتمية لمنظومة الأخلاق والقيّم وتدمير فعلي للمجتمع وتفكيك للأُسر المُسلمة المحافظة وتقويض لكل الأعراف والتقاليد بل وسقوط الغيرة العراقية في وحل الشيطان، وحاشا للعراق وشعبه الحسيني المجاهد أن يصل لتلك المواصيل، فالعراق بلد الانبياء والمرسلين بلد علي والحسين بلد المقدسات والمرجعية والحشد المقدس ومحال أن يحدث ذلك.
ثانياً : المنبر ورجال الدين… والحق أقول أن أول من تسربل لامةَ حرب الجندر ونزل لمبارزته هم رجال الدين والمنابر الحسينية والمساجد والحسينيات وخطبائها والرواديد ومازالوا يخوضون حرب الدفاع المقدس ضد شيطان الجندر وأعوانه.
ثالثا: الإعلام ومنظومة الشبكة العنكبوتية… بما أن الإعلام يلعب الدور الأخطر في كل الاحداث والميادين والساحات فمن المؤكد أن يضطلع بمسؤولية كبرى في معركة الله وجبهة الدين ضد معسكر الشيطان وأدواته، وذلك من خلال تسليط الضوء على ماهية وخطورة (( الجندر أو السقوط النوعي والإنحراف الاجتماعي)) وتوعية الناس إلى مخاطره التي تهدد المجتمع بالصميم.
رابعاً: النُخب والمثقفين والكُتاب والاقلام الشريفة والفعاليات الثقافية والإجتماعية (( الوطنية )) وكل من تصدى ويتصدى للمشروع الصهيوموسادي والإنگلوأمريكي من المجاهدين الرساليين والمقاومين الابطال، على كل هؤلاء تقع مسؤولية مكافحة هذا الارهاب المدمر والتصدي له وكل حسب موقعه،
خامساً :شيوخ العشائر، بما أننا شعب ورثنا العزة والكرامة والغيرة والشرف والحمية وقيم البطولة والشجاعة والشهامة والإباء من أئمتنا صلوات ربي عليهم أجمعين وتربينا وترعرعنا ونشأنا في بيئة عشائرية تحمل كل تلك المعاني والقيّمُ والمفاهيم النبيلة فكان لزاماً على وجهاء وشيوخ وأبناء العشائر الكريمة ان يتنكبوا سلاح مواجهة خطر (( الجندر أو السقوط النوعي والإنحراف الاجتماعي )) الذي هو أصلاً يستهدفهم .
سادساً: وزارة التربية، وقض المؤسسة التعليمية وقضيضها، بجامعاتها ومعاهدها وكلياتها ومدارسها بل وحتى رياض الاطفال. عليها البدء فوراً بعقد مؤتمرات وندوات وحملات تثقيفية توعوية لطلابها وطبع كراسات تُبين لهم فيها ماهية هذا الإرهاب القادم إلى الشرق والذي يستهدفهم ويستهدف دينهم وقيمهم وأخلاقهم ووطنهم بل وحاضرهم ومستقبلهم.
سابعاً : العائلة، وهنا بيت القصيد وهدف (( القنص )) الذي يسعى الإرهاب الجندري بالوصول إليه وسحقه وتدميره من الداخل بأي ثمنٍ كان … إذاً فعلى الأب والام تقع المسؤولية الكبرى في توعية أبنائهم وتحذيرهم من خطورة هذا الطاعون الاسود ومتابعتهم متابعة حثيثة كي لايقعوا يوما ً فرسية له.
ويقيناً في مقدمة كل هؤلاء مرجعيتنا المقدسة التي كانت ومازالت وستبقى الدرع والحصن الحصين للعراق وشعبه، من خلال نص رسالة جوابية من السيد المرجع الأعلى إلى بابا الفاتيكان، أكد فيها ضرورة الحفاظ على (( كيان الأسرة وقيمها، كما فطر الله الإنسان عليها))…
وأخيراً أقول… أن التصدي لخطر ما يُعرف بي ( الجندر أو السقوط النوعي والإنحراف الاجتماعي ) هي مسؤولية الجميع ولا يُستثنى منها أحد ، فجميعنا في مركب واحد إسمه العراق … ذلك الذي إفتديناه بذبحٍ عظيم، بغالي الدماء وأطهرها وأزكاها،وبقادة قلما جاد الزمان بأمثالهم،، وقرابين من قوافل الشهداء على منحر الارض والشرف والعرض، فما خسره الإستكبار العالمي بداعش … لن يحرزهُ بالجندر… وإن دون ذلك لخرطُ القتاد…والله أكبر
* ملاحظة: المقالة تعبر عن رأي صاحبها *