28 Aug
28Aug

منذ نعومة أظفارنا ،تعلمنا ان الجيش سور للوطن،والوطن بلا جيش،يكون عرضة للضياع ،بسبب اطماع كل من هب ودب؛وان اي محاولة لتحجيم دوره الرئيسي والفعال للقيام بواجباته، هي محاولات تهدف بحقيقتها، للاستحواذ على الوطن ومقدراته، لحساب اشخاص او جهات ،تحمل اجندات معينة بالضد منه.
لم اعتد على إثارة المشاكل والفتن بحياتي قط،لكن اعتدت على تشخيص الامور ،بغية كشفها وإيضاحها لمن يعنيهم الأمر،حتى لا يظن احد او جهة، انني ابغي افتعال المشاكل والفتن ،بطرح هكذا موضوع هام،السيل فيه قد بلغ الزبى كما قيل في الأثر!
لو تتبعنا مجريات الأحداث ،التي رافقت الاحتلال الامريكي للعراق بدقة وحيادية ،للمسنا أثار المخطط ،الذي وضعه الاحتلال لتدمير البلد كلياً، وعلى وجه الخصوص، المؤسسة العسكرية العراقية ،وتحديداً “الجيش العراقي الباسل” ؛صاحب الصولات والجولات عبر التاريخ ،والتي هيهات ان ينكرها احد، وما يثبت صحة الكلام انف الذكر، هو ان المحتل عاد بعدها،بتشكيل النواة الاولى للجيش، والذي سمي حينها(الحرس الوطني)،لكن بحسب تطلعاته التي لا تخلوا من الشبهات!
وبالرغم من ان تأسيس الجيش، كان بارادة أميركية ،وبنصياع تام ،لرغبة المحتل من قبل شخصيات وقوى المعارضة حينها، لكن مجريات الامور، اخذت تنكشف يوما بعد آخر ،وتحديدا بعد سيطرة تنظيم داعش الارهابي، على عدة محافظات عراقية، التي تم على اثرها، تأسيس هئية الحشد الشعبي، التي اخذت على عاتقها ،تنظيم عمل الفصائل المسلحة ،التي تشكلت بعد فتوى الجهاد الكفائي بشكل عشوائي في بدايتها؛ اذ للأسف الشديد،بدأنا نلحظ ،محاولات عديدة من قبل اشخاص تارة وجهات تارة اخرى، تدفع باتجاه الانتقاص من مكانة الجيش العراقي، بل وتحجيم دوره، باعتباره الحامي الاول والدرع الحصين ،الذي يدفع كل محاولات الاشرار تجاه العراق.
هيكلة الجيش
اذ يظهر اولئك الذين اشرت لهم سلفاً بتصريحات يدفعون بتجاه تحجيم دور الجيش العراقي، من خلال اتهامه بالتخاذل ،بل وصل الحال ببعض الشخصيات، وهو معمم يتبع لاحدى تلك الجهات ،ان يقول (بهيكلة الموسسة العسكرية بل وإلغاؤها مطلقاً،بحجة انها بنيت بأفراد كان كل هدفهم، الحصول على وظيفة ،حتى انهم اخذوا يدفعون الرشى، من اجل الحصول على تلك الوظيفة! والاكتفاء بهيئة الحشد كمؤسسة رئيسية للدفاع عن العراق)، ورغم ذلك الاتهام الخطير والاهانة للجيش العراقي، لم نلمس اعتراضاً واحداً ،من شخص مسؤول او جهة مسؤولة على ذلك التصريح، بما فيها للأسف الشديد وزارة الدفاع العراقية! وعدم الرد بحد ذاته، دفعهم أن يتمادوا اكثر فيما بعد، لانهم ببساطة ،امنوا العقاب ،بعدما اساوا الأدب، تجاه موسسة تمثل بلد باكمله!
ان التجاوزات لم تطال المؤسسة العسكرية فحسب، بل ان هنالك جهات مسلحة، تدعي انتمائها لهيئة الحشد ،اخذت بالتجاوز على القائد العام للقوات المسلحة في ما مضى،والتي من المفترض انها تأتمر باوامره ،ويبدوا ان صفة “القداسة” ،التي منحتها تلك الجهات لنفسها دون وجه حق ،هي التي تدفعها لمثل تلك التصريحات والأفعال ،ولا اعلم عن اي قداسة يتحدثون، وتجاوزاتهم تجاه الجميع، اصبحت خطرا يداهم موسسات البلد برمته، وليس فقط المواطن البسيط ،لانهم ببساطة، يرون انفسهم فوق الجميع، والجميع يجب ان يخضع لهم ولما يطمحون اليه؛ واذا تم الاعتراض، على قول او فعل معين، صدر من احدهم، مباشرة يأتيك الرد(نحن حررنا ارضك وعرضك)! وكانهم مجرد مرتزقة ،جاوا من خارج البلاد، بدافع الحصول على المال! وليس ابناء وطن يدفعون شر أحاط ببلدهم بحسب ما يدعون! ان مجرد التصريح” بالمنة”، بانهم حفظوا الارض والعرض معيب جدا، فمن البديهي جدا، ان ابناء البلد ،ينبروا بالدفاع عن بلدهم ،ضد اي خطر يداهمه، بدليل اننا لم نسمع يوماً، تصريحاً واحداً ولو بالإشارة، لاي منتسب يتبع للمؤسسات العسكرية والأمنية العراقية، انه دافع عن الارض والعرض، رغم كل التضحيات الجسام ،التي قدمتها دفاعاً عن العراق منذ نشاتها والى اللحظة، وان دل ذلك على شيء، فانه يدل على انتماءهم الحقيقي للوطن، وان الجود بالنفس ،هو أقصى غاية الجود، تجاه الوطن في قواميسهم.
ما يؤكد صدق كلامي، بخصوص تلك الجهات المسلحة، التي تدعي انتمائها لهئية الحشد، هي الاحداث التي تقع بين الفينة والفينة ،فقبل ايام قليلة ،حدثت محاولة استحواذ جهة مسلحة ،تدعي الانتماء لهيئة الحشد، على أراض مواطنين بسطاء ،من أهالي منطقة الجادرية ببغداد، وتم الاعتداء عليهم بالضرب المبرح ،بحسب ما أظهره الإعلام، كذلك محاولة الاعتداء الاخيرة، التي طالت قوة تابعة للجيش العراقي في كربلاء ،كانت تودي واجبها بتامين زيارة الاربعين، من قبل جهة مسلحة،هي الأخرى تدعي انتمائها لهيئة الحشد، اخرها الاعتداء الذي طال منتسبين، تابعين للعتبة العباسية في كربلاء، على يد جهة مسلحة تدعي كذلك انتمائها لهيئة الحشد، مما دفع ادارة العتبة العباسية، بإصدار بيان استنكار ،طالبت فيه القائد العام للقوات المسلحة، وضع حد لتجاوزات تلك الجهات المسلحة!
ان تلك الاحداث بمجملها، تثبت بالدليل القطعي، محاولات تحجيم دور المؤسسات الامنية ،ووزارة الدفاع على وجه الخصوص. في قبال تلك الجهات، التي تستخدم موارد الدولة العراقية، ليس من اجل الدفاع عن العراق كما يفترض، بل من اجل إعطاء دور اكبر لها بفرض سطوتها بحسب القراءة الموضوعية للأحداث ، والذي قد يدفع بدوره،بإحراج الجهة التي يدعون الانتماء لها ،امام الحكومة والجماهير، التي تحسن الظن بها، وتكن لها كل الاحترام والتقدير والثناء، واقصد بها (هيئة الحشد).
هيئة الحشد
لذلك ،باسم كل عراقي وطني، ندعو رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة، ورئيس هيئة الحشد الشعبي ،وكذلك مديرية امن الحشد، بتبيان حقيقة انتماء تلك الجهة المعتدية من عدمها لهيئة الحشد، وماهي الإجراءات التي ستتخذ تجاهها في كلا الفرضين.
 بل ماهي الخطوات المستقبلية ،التي ستتخذ للحد من تلك الممارسات ،التي هي عامل سلب، تجاه مؤسسة عسكرية رسمية ،واجبها الدفاع عن العراق والعراقيين، كما نص قانون تأسيسها على ذلك، وليس التجاوز على موسسات البلد،بخاصة العسكرية والأمنية منها ،والمواطنين كذلك، بداعي”القداسة والمنة”!


الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي وكالة انباء "النافذة"

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة