27 Jun
27Jun

من الآن فصاعدا سوف نسمع كثيرا عن الحرب الروسية الأوكرانية، وهو ما سيضع قلوبنا وعقولنا على حافة صفيح ساخن حول ما هو الذى يستحق الاهتمام: حرب غزة أم حرب أوكرانيا؛ وهل يمكن الاهتمام بكلتيهما فى نفس الوقت؟ هذه الحرب وتلك هى محصلة نظام عالمى وآخر إقليمى فشل فى منع الحرب؛ وعلى العكس فإن بذور الحرب جرى غرسها ورعايتها حتى بات حدوثها حتميا. ما جرى فى أوروبا من معاملة مهينة لروسيا خلال التسعينيات من القرن الماضي؛ وما كان من فشل فى مبادرات السلام خلال التسعينيات أيضا فى الشرق الأوسط جعلت المحرقة لا يمكن تجنبها. المسئولية سوف تظل مهمة المؤرخين؛ ولكن هناك من الذنوب والمعاصى ما يكفى الجميع؛ ولا يوجد ما يعفى أحدا من مهمة الخروج من المأساة الإنسانية ولا البناء لمستقبل أفضل توجد فيه السعادة بدلا من البؤس.
حرب أوكرانيا لم تكن قد توقفت خلال الشهور الماضية، فروسيا راحت تزحف لضم مناطق جديدة تضيف لمناطقها القديمة، ولم يتغير الرئيس الروسى عن إصراره على إخضاع أوكرانيا لكى تكون أقرب ما تكون خلال فترة وجود الاتحاد السوفيتى السابق. ولكن أوكرانيا من ناحيتها ظلت تحاول على جبهة قديمة وهى شبه جزيرة القرم عندما بدأت عمليات الهجوم على الأسطول الروسى فى البحر الأسود مستخدمة فى ذلك أساليب حديثة لمركبات «الدرونز» بدون بشر، وقوارب الروبوت بدون بشر أيضا لكى تدمر قسما ملحوظا من الأسطول الروسى ومعه بعض من بنيته الأساسية التى تربط القرم مع روسيا. الآن فإن التحضير يجرى بعد أن وصلت المساعدات والإمدادات الأمريكية لكى تأخذ الهجمات شكل «الناموس» الكثيف الذى يصل إلى ميناء «سيفاستوبول» الهام مع مناطق فى شمال شرق أوكرانيا داخل روسيا، ولكن ليس عميقا داخلها. بالمناسبة فإن هذه التكنولوجيات الحديثة يستخدمها الحوثيون فى البحر الأحمر لمعاونة غزة فى حربها من خلال إحداث الضرر بقناة السويس ومنع السفن من المرور فيها؟!


* نفلا عن "الأهرام"

الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي وكالة انباء "النافذة"


تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة