لم نلمس موقفا وطنيا واحدا طوال هذين العقدين من وزراء خارجية العراق لا مع امريكا ولا مع الاردن ولا مع تركيا ولا مع دول الخليج ولا مع اي دولة من دول العالم.المفروض ان يكون للعراق موقف قوي تجاه الكويت بعد سقوط الطاغية البعثي، ونستعيد الاراضي المسروقة والاطلالات البحرية والموانئ العراقية التي نهبت وتم الاستيلاء عليها منقبل الكويت،ان دولة العراق دولة كبيرة وعريقة ولا تخص طائفة دون اخرى ولا قومية دون قومية ان جميع من يحمل الجنسية العراقية مسؤول عن سلامة ارضه ومياهه وسمائه. نحن نسمع كل يوم صيادين يتم قتلهم او اختطافهم من قبل خفر السواحل الكويتيين والخارجية تغط في نوم عميق وحتى لو تم اسماعهم بالقوة الاعلامية فانها لن تتخذ اي اجراء دبلوماسي.انا اتسائل اليس لنا سفارة عراقية في الكويتي، مادورها وما مدى فاعليتها ام ان وجودها كعدمه.اليوم يأتينا السفير الكويتي بكل زهوا وتفاخر وكأنه متفضل علينا بهذه الزيارة التي في حقيقتها مؤامرة جديدة تحاك مابين الحكومة الكويتية وبين بعض المتواطئين الخونة المحسوبين على العراق في الحكومة والشارع السياسي، بقصد اضعاف الدولة وتسقيط حكومتها وتشويه صورتها وسحب ثقة جمهورها، وإلآ فما نسمي طلب وزير الخارجية الكويتي تبديل المفاوض العراقي في لجنة ترسيم الحدود بآخر عراقي يحمل الجنسية الكويتية ويقيم في الكويت.. ءلهذا الحد نحن مستضفون بنظر حكومة الجارة كوكو،ثم اين دور وزارة الخارجية من تجاوزاتها وخروقاتها المستمرة هي وباقي الدول على الجاليات العراقية ام اين موقفها الدبلوماسي من تركيا أزاء العراق في ملف المياه والملف الامني والقصف التركي مستمر.بل اين موقف الخارجية العراقية تجاه حكومة الاردن التي تحتضن عائلة المقبور وتسمح لنظام البعث ممارسة نشاطه الحزبي داخل اراضيها ببيان ومرسوم ملكي، واعداده لمرحلة قادمة والعودة لقيادة العراق مرة اخرى.اين مواقف الاحتجاج والشجب ورفع الدعاوى تجاه اي خرق او تجاوز تجاه العراق من اي دولة كانت،ان السفارات العراقية بجميع ملحقياتها الموزعة في دول العالم ماهي الا مقاطعات عوائل واحزاب ولا دور لها بخدمة اي مواطن عراقي خارج العراق سواء أكان مهاجرا للعمل ام للدراسة ام طلباً للامان،ولو ان هيئة النزاهة فتحت تحققيقا مع كل سفارة اوقنصلية عراقية في الخارج لشاب منها راس الطفل الوليد، لكثرة الفساد المادي والاداري وحتى الاخلاقي. ان السفارة في اي دولة كانت تحمل هيبة وكرامة بلدها الذي تمثله وللاسف فأن سفاراتنا كسرت هيبة العراق لكثرة فسادها وعمالتها وخروقاتها، فكم من سفارة رفعت علم اقليم كردستان دون العلم العراقي استهتارا منها بالحكومة فالوزير والسفير عادة ما يتلقى الاوامر من حزبه وليس من الحكومة خصوصا وان المحاصصة شرعنت لهم هذه الافعال.
* ملاحظة: المقالة تعبر عن رأي صاحبها *