23 May
23May

حمّل‭ ‬وزير‭ ‬خارجية‭ ‬إيران‭ ‬السابق،‭ ‬محمد‭ ‬جواد‭ ‬ظريف،‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬ونظام‭ ‬حزب‭ ‬البعث‭ ‬العراقي،‭ ‬مسؤولية‭ ‬سقوط‭ ‬طائرة‭ ‬الرئيس‭ ‬الإيراني‭ ‬إبراهيم‭ ‬رئيسي‭. ‬اعتبر‭ ‬ظريف‭ ‬أن‭ ‬العراق‭ ‬يتحمل‭ ‬جانباً‭ ‬من‭ ‬مسؤولية‭ ‬فرض‭ ‬العقوبات‭ ‬الأمريكية‭ ‬على‭ ‬بلاده‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬الطيران‭ ‬وسواهها‭ ‬من‭ ‬ميادين‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬المتطورة‭. ‬ظريف‭ ‬قال‭ ‬نصف‭ ‬الحقيقة،‭ ‬فالعقوبات‭ ‬كانت‭ ‬أمريكية‭ ‬بالفعل‭ ‬لكن‭ ‬العراق‭ ‬ليس‭ ‬طرفا‭ ‬فيها‭. ‬لقد‭ ‬فرضت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬العقوبات‭ ‬والحظر‭ ‬على‭ ‬السلع‭ ‬التكنولوجية‭ ‬المتطورة‭ ‬إلى‭ ‬إيران‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬أزمة‭ ‬احتجاز‭ ‬الرهائن‭ ‬في‭ ‬السفارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬طهران‭ ‬في‭ ‬تشرين‭ ‬الثاني‭ ‬1979،‭ ‬أي‭ ‬قبل‭ ‬اندلاع‭ ‬الحرب‭ ‬بين‭ ‬ايران‭ ‬والعراق‭. ‬وكانت‭ ‬هذه‭ ‬العقوبات‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬حزمة‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬العقوبات‭ ‬فرضتها‭ ‬إدارة‭ ‬الرئيس‭ ‬جيمي‭ ‬كارتر‭ ‬للضغط‭ ‬على‭ ‬إيران‭ ‬لإطلاق‭ ‬سراح‭ ‬52‭ ‬دبلوماسيا‭ ‬وموظفاً‭ ‬أمريكيا‭ ‬احتجزتهم‭ ‬حكومة‭ ‬الخميني‭ ‬لمدة‭ ‬444‭ ‬يوماً‭ ‬في‭ ‬مبنى‭ ‬السفارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬طهران‭ ‬حتى‭ ‬نيسان‭ ‬1980‭. ‬الجانب‭ ‬الأكثر‭ ‬إثارة‭ ‬في‭ ‬الموضوع‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬نفسها‭ ‬نقضت‭ ‬سراً‭ ‬قرار‭ ‬حظرها‭ ‬تصدير‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬المتطورة‭ ‬والسلاح‭ ‬إلى‭ ‬طهران‭ ‬عام‭ ‬1985‭ ‬اثناء‭ ‬الحرب‭ ‬العراقية‭ ‬الإيرانية‭ ‬عندما‭ ‬قررت‭ ‬دعم‭ ‬إيران‭ ‬في‭ ‬حربها‭ ‬ضد‭ ‬العراق‭. ‬لا‭ ‬يخفى‭ ‬أن‭ ‬ايران‭ ‬حاربت‭ ‬العراق‭ ‬لمدة‭ ‬ثمان‭ ‬سنوات‭ ‬بترسانة‭ ‬السلاح‭ ‬الأمريكي‭ ‬الجبارة‭ ‬التي‭ ‬ورثتها‭ ‬عن‭ ‬الشاه،‭ ‬وان‭ ‬طائراتها‭ ‬الأمريكية‭ ‬المقاتلة‭ ‬نوع‭  ‬إف‭-‬5‭ ‬واصلت‭ ‬ضرب‭ ‬اهدافها‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬طيلة‭ ‬فترة‭ ‬الحرب‭ ‬بفضل‭ ‬قطع‭ ‬الغيار‭ ‬والمعدات‭ ‬الحربية‭ ‬الأمريكية‭ ‬التي‭ ‬حصلت‭ ‬عليها‭ ‬ايران‭ ‬عبر‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬مشاكل‭ ‬تذكر،‭ ‬والتي‭ ‬تكشفت‭ ‬تفاصيلها‭ ‬على‭ ‬شاشات‭ ‬التلفزيون‭ ‬بعد‭ ‬افتضاح‭ ‬قضية‭ “‬ايران‭- ‬كونترا‭”. ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬الصفقة‭ ‬السرية‭ ‬المعقدة‭ ‬قد‭ ‬طُبخت‭ ‬في‭ ‬عواصم‭ ‬عديدة‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬تل‭ ‬أبيب،‭ ‬وتمخض‭ ‬عنها‭ ‬سلاح‭ ‬وتكنولوجيا‭ ‬متطورة‭ ‬إلى‭ ‬إيران‭ ‬في‭ ‬حربها‭ ‬ضد‭ ‬العراق‭ ‬برعاية‭ ‬اسرائيلية‭ ‬مقابل‭ ‬دعم‭ ‬مالي‭ ‬وعسكري‭ ‬للمتمردين‭ ‬في‭ ‬نيكاراغوا‭. ‬آخر‭ ‬كتاب‭ ‬قرأته‭ ‬يتضمن‭ ‬إشارة‭ ‬حول‭ ‬الموضوع‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬تأليف‭ ‬ساشا‭ ‬بولاكو‭- ‬سورانسكي،‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬تحرير‭ ‬مجلة‭ (‬سياسة‭ ‬خارجية‭) ‬الأمريكية‭ ‬الذي‭ ‬كرس‭ ‬صفحات‭ ‬منه‭ ‬لشرح‭ ‬دوافع‭ ‬إسرائيل‭ ‬وراء‭ ‬تحالفها‭ ‬مع‭ ‬نظام‭ ‬الخميني‭ ‬ودعم‭ ‬الجيش‭ ‬الايراني،‭ ‬وخلاصتها‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬أولوية‭ ‬إسرائيل‭ ‬كانت‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬خصمها‭ ‬العراقي‭ ‬اللدود‭ ‬الذي‭ ‬عدته‭ ‬تل‭ ‬أبيب‭ ‬الخطر‭ ‬الأكبر‭ ‬الذي‭ ‬يهدد‭ ‬وجودها‭. ‬إن‭ ‬تدهور‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬واشنطن‭ ‬وطهران،‭ ‬وفقدان‭ ‬طهران‭ ‬حظوتها‭ ‬لدى‭ ‬واشنطن،‭ ‬كان‭ ‬نتيجة‭ ‬سوء‭ ‬تقدير‭ ‬إيراني‭ ‬حدث‭ ‬عام‭ ‬1979‭ ‬لا‭ ‬علاقة‭ ‬للعراق‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬بعيد‭ ‬أو‭ ‬قريب‭. ‬واليوم،‭ ‬يحاول‭ ‬الساسة‭ ‬الإيرانيون‭ ‬التقرب‭ ‬من‭ ‬واشنطن،‭ ‬وتبرير‭ ‬أخطائهم‭ ‬السياسية‭ ‬بتحميل‭ ‬العراق‭ ‬مسؤوليتها،‭  ‬لأنهم‭ ‬يدركون‭ ‬تماماً‭ ‬أن‭ ‬العراق‭ ‬ضعيف‭ ‬ولا‭ ‬يستطيع‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬نفسه‭ ‬وعن‭ ‬تاريخه‭.‬


الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي وكالة انباء "النافذة"


تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة