30 Jun
30Jun

بات ذائعا الحديث فى منتديات الفكر عن «الذكاء الاصطناعي» على سبيل الدهشة مما يجرى فى العالم من تغيير؛ وتأكيد ضرورة السرعة فى اللحاق بمجالات معرفية جديدة؛ ومع خيبة أمل للاهتمام بأمور لا تناسبنا ونحن نتخبط فى محو أمية المواطنين؛ أو اللحاق بالثورات الصناعية والتكنولوجية السابقة وآخرها تكنولوجيا المعلومات. النقاش فى مجلس الشيوخ دائما غنى فى الموضوعات المختلفة، وانعكس ذلك فيما ظهر من رغبات النقاش الأكثر مما هو معتاد، وإذا كان هناك إجماع بين الجمع فقد كان الاتفاق على أهمية الموضوع. رئيس المجلس المستشار عبد الوهاب عبد الرازق لثلاث مرات على الأقل نبه بطريقته المعبرة عن اليقين أن الموضوع عميق ويحتاج الكثير من العلم والدراسة. كان هناك غنى سواء فى تقرير لجنة الشباب أو تعليقات الحكومة على أن هناك جهدا مبذولا نحو الاستفادة من تطبيقات هذا الوافد الجديد إلى ساحة التقدم فى مصر.
ومع ذلك كانت هناك فجوة فكرية كبيرة عند الحديث فى الموضوع، أحيانا شعرت أننا نحتاج تعريفا لما يجرى النقاش حوله وعما هو المقصود بالذكاء، وكيف يكون الحال عندما يكون اصطناعيا وهو التعبير المناقض لما هو طبيعى وإنساني. الذكاء فيه قدرة الإنسان على التعلم والاعتياد على ما يتعلمه؛ وعلى إدراك الرابطة والعلاقة بين الأشياء، والسببية فيها، ومنطق الانتقال من حال إلى حال آخر من خلال عمليات تراكمية منذ الخروج من رحم الأم. أولو العلم علمونا أن إدراك كل ذلك يحدث من خلال مليارات من الخلايا التى تقع داخل «مخ» الإنسان لكى تكون «عقله» من خلال شبكات أعصاب كهربائية. الاصطناعى يأتى من خلال نقل هذه السمات الإعجازية إلى الواقع المادى حيث الآلة أو «الروبوت»؛ وكثيرا منا يشعر بذلك عندما يتعامل مع البريد الإلكترونى ويجد أنه عندما يكتب فإن الآلة تسبقه بجمل يعتاد عليها الكاتب مع تصحيح الإملاء، الذكاء الاصطناعى يضيف إلى ذلك «خلق» جملة مماثلة.


نقلاً عن الأهرام

الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي وكالة انباء "النافذة"

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة