رغم أن النقل بمختلف أنواعه يمر بظروف عصيبة عالميا وزادت أسعاره عدة أضعاف ، إلا أن بعض المتاجر الالكترونية الصينية قررت أن تتميز عن الآخرين ، حيث ما أن تشتري أي شيء منهم حتى لو كان بدولار واحد فقط ، إلا ويعطونك وصل فيه معلومات الشحن ووقت التسليم برسالة تصل إلى المشتري عبر بريده الالكتروني ، عند هذه النقطة الأمر عادي جدا لكن أن تقوم هذه المتاجر الإلكترونية بتعويضك أن حدث تأخير ولو لدقيقة واحدة فهذا لم يكن متبع من قبل .أنني احترم الصين لأنها تحترم الوقت وتعتبر إنجاز كل شيء بسرعة قياسية مكسب لاقتصادها الذي ينمو بسرعة قياسية ،وباتت أمريكا ومعها أوربا بأسرها عاجزة عن اللحاق بهذا النمو .عندما قراءة هذا الخبر منشور في أغلب وسائل الإعلام المختصة بالاقتصاد حزنت على حالنا ، حيث مشاريع لا تعد ولا تحصى هي عبارة عن «حبر على ورق» تم وضع حجر الأساس لها وقص شريط الافتتاح ونقلت وسائل الإعلام الحدث باهتمام وفرح وبعدها تم تركها ، وكذلك عندنا مشاريع قائمة على الترقيع ليس لها أي فائدة تذكر ، أيضا هناك مشاريع استغرقنا أكثر من نصف قرن ونحن نتحدث بها وبعدها تم إنجازها ، وهذا هو حال «الوقت» عندنا ضائع بلا أي قيمة تذكر.كان العرب قديما يقولون «الوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك» لما يشكله الوقت من اهمية ، أما الآن أجد شباب يضيعون عدة سنوات من حياتهم دون فعل أي شيء ويعلقون فشلهم على الآخرين ، وأنا أدرك أن الظروف صعبة ومجريات الحياة ليست سهلة ، لكن هذا ليس معناه القبول بالفشل ورفع راية الاستسلام عاليا .أيضا أغلب شعوب العالم لديها جداول زمنية لانجاز شيئا ما إلا نحن ،حيث عدة سنوات للدراسة الجامعية وبعدها التوجه للعمل أو فتح مشروع خاص وهكذا، أما نحن فكثيرين يرددون شعار بائس وتعيس وهو « دعني أعيش اليوم وغدا أجعلني أموت «..!!.
الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي وكالة انباء "النافذة"