14 May
14May

يعد العراق واحدا من اكبر مستهلكي الادوات الاحتياطية للسيارات في العالم بلا منازع وذلك عائد لسببين لا ثالث لهما وهما إعتماد غالبية التجارعلى استيرد سيارات رخيصة الثمن ذات مناشئ رديئة من الدرجة الثانية ، أو قل العاشرة دون أدنى حرج ، فيما يشير السبب الثاني الى إمتلاء شوارعنا ب(النكر والعكر والطسات) والتي باتت معلما (حضاريا) يشار اليه بالبنان وأمست تقض مضاجع السكان وسائقي السيارات والدراجات على حد سواء .
وبالطبع فان هذه الأزمة ليست وليدة اليوم بل إنها متراكمة ويتجاوز عمرها عشرات الاعوام شهدت خلالها زيادة لاتخطر على بال بسبب إهمال الحكومات السابقة واللاحقة لهذا الجانب حتى بات الدخول والخروج من بعض الاحياء البغدادية ضربا من المغامرة أما الطرق والشوارع العامة فحدّث ولاحرج بل أن ذلك الاهمال طال واجهتنا الدولية وأقصد به شارع المطار الدولي مع سبق الاصرار والترصد !.
وتعزو سبب المشكة في معظم الاحيان الى إهمال معظم الدوائر الخدمية التي تنفذ مشاريع الماء والمجاري وإكساء الطرق والهاتف والكهرباء الى إدامة وصيانة مشاريعها بعد إنجازها وكأنّ المطلوب هو تحصيل حاصل إنتهى الى هذا الحد وهذه بالطبع واحدة من تطبيقات المقولة الشعبية الرائجة (شعلينا) ! ويتعدى الامر الى ان بعض الدوائر الخدمية لاتتذكر ان لديها مشاريع تتطلب الحفر في المنطقة الفلانية الا بعد ان يتم إكسائها بأسابيع وربما بأيام والامرعائد بالتأكيد الى إفتقاد التنسيق بين هذه الدوائر الامر الذي فاقم من هذا الامر الى الحدّ الذي لايطاق حتى غدت هذه العملية ماركة عراقية مسجلة !. ولعل من الانصاف ان نشد يدنا على دوائر معينة تقوم بتقديم خدمة عامة جيدة ولكن محاولاتها تبقى خجولة ومحدودة وبالتالي لاتلبي الطموح من حكومة ميزانياتها إنفجارية يتعدى دخلها الشهري من النفط فقط ما يفوق ميزانيات سنة كاملة لدول مجاورة لكنّ المفاجئة الصادمة هي ان التقدم الحضاري والعمراني والخدمي لهذه الدول فيها يفوق ما لدينا بعدة أرقام وهذا مايترك في قلوب العراقيين غصة مابعدها غصة ! .
ويشير مراقبون الى ان غياب الرقابة والمتابعة الحقيقية من أجهزة الدولة المختصة ساعد على إنتشار حيتان الفساد وفقدان النزاهة في تنفيذ المشاريع  من خلال إسلوب (شفط) العمولات التي لاتقل عن رقم على يمينه ستة أصفار بالتمام والكمال وهي تدخل  جيوب الفاسدين من الوسطاء المتعكزين على ظهرمسؤولين (دبل أكسل) مما أسهم في تردي الحال ، واذا ظلّ الحال على ماهو عليه فإننا نسير الى هاوية سحيقة لايحمد عقباها وسوف تجعلنا مثار سخرية الدول الشقيقة و…الصديقة


الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي وكالة انباء "النافذة"



تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة