04 Aug
04Aug

كثيرة هي الأزمات التي مر بها العراق وخلفتها الانظمة السابقة على عراقنا الجديد .
عمدت أمريكا وبريطانيا ومن ورائهم إلى إدخال العراق في الكثير من الأزمات والمشكلات مع دول الجوار وخصوصا أزمات الحدود (البرية- البحرية) مع جمهورية إيران الاسلامية والكويت والتي اعتبرها (بؤر توتر) بين البلدان ، واعني ببؤر التوتر عمليات التداخل الحدودي بين الدول بعد ترسيم الحدود الذي فرضة سايكس بيكو عام ١٩١٦ .
وقع العراق ضمن الانتداب البريطاني وخصوصا مناطق الجنوب المحاذية لدول الخليج والغنية بالنفط والغاز .
المنتفع الأول من افتعال الأزمات هو الاستكبار و الاستعمار الغربي في أشغال واضعاف أطراف وتقوية أطراف واشغال العرب عن قضايا مهمة ألمت بهم ومنها -القضية الفلسطينية- فالقضية مترابطة ولها بعدها التأريخي واهدافها الاستراتيجية بتحقيق دولة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات .
العراق بعد سقوط الطاغية تحمل تركت ثقيلة من الملفات العالقة والتي لم تحسم ولها طابعها التأريخي ، فالكثير منها لم تحسم وعلى مستوى التدخلات الدولية وتسببت وخلفت حروبا وضغائن ساهمت في بقاء العراق ضعيفا ليومنا هذا ويعمل بجهد جهيد على استعادة مكانته ووجوده اقليميا وعالميا .
حققت دولة الكويت قرار استقلالها في اوخر عقد الخمسينيات وفي ١٩ يونيو ١٩٦١ نالت استقلالها واعترضت حكومة العراق بوقتها - عبد الكريم قاسم ولم يحسم الامر لغاية عام ١٩٦٣ وقاطع العراق الدول التي اعترفت بالكويت دولة ودعى العراق الى عدم ترسيم الحدود بينه ما بين الكويت .
ما اخلص إليه أن العراق واجه أزمات كثيرة بسبب بريطانيا ورأس رمحها دول الخليج والكويت بالذات والتي حاولت لترجيح حكم البعث وساهمت في ازاحة عبد الكريم الزعيم الوطني بالانقلاب المشؤوم .
بقيت الكويت لاعب فتنة ووسيلة اضعاف للعراق وخصوصا بمساندت العراق في حربه على إيران و كذلك في استفزاز العراق في حرب الخليج الأولى والثانية واسقاط نظام البعث الكافر .
عملية أضعاف العراق هدف ستراتيجي من قبل الكويت والمتضامنين معها في المنطقة وليومنا هذا .
العراق الجديد يعني من أزمة في الهوية والذات وخصوصا ان الحكومة التي بنيت على أساس توافقي غير منسجم ذاتيا (طائفي- قومي) ، هذه الثغرة صبت في نفع دول الخليج وخصوصا الكويت في استمالت الكثير من الأطراف وكسب ودهم وشراء ذممهم واسكات أصواتهم.
وهنالك عامل مهم وقد اكون جريئا في طرحه وهو (أن كل الذين اشتركوا في حكومات ما بعد السقوط لم يخوضوا في مثل هكذا ملفات او كانت من أولويات مشاريعهم المرسومة - فالاكراد غير معنيين بهذا الملف فهمهم الأول الانفصال واقتضام أكبر قدر ممكن من النفع من حكومة المركز وبناء دولتهم على نار هادئة - اما عرب السنة والغربية فإن الشيعة هم طرف بأزاحة دولتهم -البعث- وأنهم الغريم الطائفي والامتداد الإيراني- اما الشيعة فهم مشتتين ، مختلفين ، متناحرين كل حزب بما لديه فرح ، إضافة إلى عامل فقدان الثقة بالذات والسعي إلى تجنب الملفات التي اقتنعوا بأن العراق غير قادر على حلها لأسباب كثيرة منها :- السعي لقلب الصفحات القديمة وبناء عراق جديد و اثار التركات القديمة -مشكلات الداخل - الجانب الاقتصادي وبناء الدولة .... الخ) .
الكويت والكثير من دول الجوار استغلت ضعف حكومات العراق وقلة خبرتها وحاجتها وتجنبها للصدام ولجوئها إلى أطراف مضمونة خليجيا سلفا (الأمم المتحدة) أضف إلى ذلك أنها والكثير اشتركت في تأجيج الأزمات وتغذيتها لاشغال العراق بها دون الالتفات إلى عمليات التوسع الاستيطاني المماثل للكيان الصهيوني .
ان ثمن المواجهة بقوة كبير ويتطلب أن يتكئ العراق الى أطراف مضمونة ويستفيد من خبراتها وخصوصا إيران الاسلامية ، وأن يخصص لهكذا جهودا كبيرة وخبراء مخضرمين عراقيين وطنيين حتى ولو كانوا مخالفين لنا (قومي - بعثي) ممن خبر ملفات هذه القضية ، إضافة إلى بقاء موقف العراق قويا وثابتا ويستخدم اسلوب المماطلة والتسويف والمناورة او إدخال الأمم المتحدة في تحديد مناطق محرمة (المتنازع عليها) اوتحريك قطعات عسكرية قرب المناطق المتنازع عليها وكذلك توجيه وزارة النفط بتفعيل شركة الحفر العراقية دون غيرها للحفر والتنقيب في هذه المناطق وان كانت خالية من النفط ومد سيادة البلد عليها .
الموضوع يتطلب تضحية ومواجهة التحديات وإثبات الوجود .

وللحديث بقية


* ملاحظة: المقالة تعبر عن رأي صاحبها *
 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة