21 May
21May

منذ أزمنة مضت كان فيها العراق مستعمرة من قبل الامبراطورية الفارسية ومن ثم أصبح مستعمراً من قبل الامبراطورية العثمانية ومضت الأيام والسنين ولا زالت عيون هاتين الدولتين على العراق والتعامل معه كأن العراق أحد توابع دولتيهما ولا كأن العراق دولة مستقلة وذات سيادة منذ عام/ 1921 وعضو في هيئة الأمم المتحدة وكأن التاريخ يرجع بعجلته إلى الوراء وليس إلى أمام وأصبح الآن العراق انعكاس لصراع وخلافات وطبيعة هاتان الدولتان وأصبح ساحة لصراعهما مع الدول والكتل والأحزاب الأخرى.

صراع تركيا مع حزب العمال الكردستاني ينعكس على العراق وساحته السياسية أيضاً وصراع وخلاف إيران مع الولايات المتحدة الأمريكية انعكس أيضاً على العراق وأراضيه وهاتان الدولتان تتدخلان في الشؤون الداخلية العراقية والتأثير على تقرير مصيرها وسلوكها السياسي. ومنذ عام 2003 إلى الآن قطعا رقاب الأنهر التي تنبع منهما مما أصاب الأراضي العراقية الجفاف والتصحر وقضت على الزراعة في العراق.

إن سبب هذه الظاهرة ليست جديدة ولكن اشتدادها وهدوئها يعود إلى قوة وضعف الدولة العراقية خلال هذه الحقبة من السنين. إذا كانت الدولة في العراق قوية وحازمة كانت الأنهار تجري بحرية وأمان وسلام من منابعها حتى مصبها في الخليج العربي والأهوار والأراضي الزراعية ويسود فيه الأمن والاستقرار والسلام وإذا كانت الدولة ضعيفة تقطع رقاب الأنهار وتصبح الأرض تشكو من الجفاف والتصحر وبدون زراعة وأرضه تصبح ساحة لتصفية الحسابات والصراعات بين الدول الأجنبية. 

والدولة العراقية الآن تطوعت في عقد هذا المؤتمر والحوار من أجل أن يعود الصفاء والعلاقات بين دول الجوار ومن أجل إن يصبح العراق في منأى عن الصراعات والخلافات بين دول الجوار وتصفية الحسابات على أرضه وعدم التدخل في شؤونه الداخلية وحتى يستطيع أن ينعم العراق بالسيادة والأمن والاستقرار وإذا لم يتوصل الفرقاء إلى إيجابية تحسم التدخلات سوف يرجع العراق إلى الفوضى وعدم الاستقرار بدون ماء وكهرباء وأزماته السياسية والاقتصادية.

الدولة مؤسسة خدمية للشعب والحاكم الناجح هو الذي يعمل ويسعى من أجل شعبه ويوفر لهم جميع مستلزمات الحياة المادية والمعنوية والأمن والطمأنينة والاستقرار ... وإن كرسي الحكم زائل اليوم لك وغداً لإنسان آخر وقال الإمام علي ابن أبي طالب (ع) عن كرسي الحكم : (لو دام لغيرك لما آل إليك).


* ملاحظة: المقالة تعبر عن رأي صاحبها *
 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة