أحتلت بريطانيا كامل الولايات العثمانية الثلاث بمكوناتها الاكثرية الثلات الشيعية والسنية العربيتين والكورد عام 1917 وادارتها تحت الاحتلال لغاية عام 1921 واسست منها دولة العراق تحت الانتداب واختارت تتويج فيصل الاول الحجازي ملكا عليها من خارج الولايات الثلاث وخارج مكوناتها الثلاث وبالرغم من كون العراق الملكي تحت نفوذ دولة أجنبية حسب مافرضتها السياسة العالمية بعد الحربين العالميتين أستطاعت الخروج من تحت الانتداب وتتمتع بسيادة كاملة ويكون لها ثقل معنوي ومادي بين الدول وتبين لاحقا بأن خطوة التتويج لم تكن سهوا ولا إعتباطا ولا خطئا وبرهنتها المراحل التي لحقت بالعراق بعد الاطاحة بالعهد الملكي عام 1958وباكورتها سفك الدماء والسحل بالشوارع دون محاكمة او حتى الاستجواب للاسرة المالكة وأعوانهم ومن ثم إلى سقوط آخر نظام في 9 نيسان 2003 جعلوا قادة العراقين البلاد على صفيح ساخن دون أديم للحياة وتركوا وراءهم تاريخا اسودا مليئا بسفك الدماء وزوال السيادة وأعادوها الى عصر الاحتلال الاجنبي اثناء الحرب العالمية الاولى ولم يتركوا أثرا على ارض العراق ولا في باطنها لانفسهم ، ومن أستلموا الحكم بعدهم عام 2005 ادخلوا العراق في عتمة غليان القومية والطائفية والدينية والسلب والنهب واتعسها الرشوة في مفاصل دوائر الدولة وإدخال العراق السجل الاسود العالمي للفساد .
اصول دنماركية عن الملكية كانت دولة النرويج متعددة الاعراق على شاكلة العراق تماما بعد إنفصالها من السويد 1905 اختاروا ملكا لبلادهم من اصول دنماركية على ما أظن لعدم المامهم بإدارة شؤن الدولة وإلى هذا اليوم تتوجها تلك الاسرة وهي الاولى بين الدول المتقدمة في الامن والاستقرار ورفاهية الشعب وتامين المستقبل لعشرات السنين لكافة حالات الطواريء وجميع مواطنيها من الملك الى الادنى في مستويات واحدة إجتماعيا وماديا جميعهم في درجة واحدة في المواطنة ولا يوجد فيهم واحدا يبيع الوطنية المزيفة برؤس الاخرين نصا كما نحن ننطقها .
أماعن تغيير النظام اتوجه نحو سنغافورا كشاكلة العراق واتعس لقلة مصادر التطور كانت مستنقعات مياه آسنة مليئة بالادغال والحشرات وبعد الاستقلال من ماليزيا حولها الرئيس ( لي كوان يو ) إلى جنائن شرق آسيا بسياسة المكافأة والمعاقبة عند استلامه السلطة جمع المعلمين ومنحهم اعلى الرواتب وخطب فيهم أنتم تبنون لي الانسان وأنا أبني لكم اجهزة الدولة وبدأ بقطع ايادي الفاسدين وانتحر اثر ذلك وزير التنمية وبجهودهما اليوم تسمى سنغافورا جنائن شرق أسيا بناطحات سحابها ذات قمم بحدائق غناءة واوصلها الى ركب الدول الصناعية المتقدمة .
جميع القادة الذين استلموا السلطة بعد العهد الملكي وإلى اليوم ، لم يفكر ولم يخطر ببال احدهم عن أسباب عدم اختيار بريطانيا شخصا من العراق لقيادة الدولة من المكونات الثلاث وما قاله الملك فيصل الاول والدكتور على الوردي عن إدارة الحكومة في العراق حيث لامجال هنا لذكرها ويمكن مطالعتها بواسطة ( كوكل) لرد الاعتبار لانفسهم ولشعبهم عن عدم صحة نوايا تلك الخطة بل برهنوها بأنها في محلها واختص القادة فيما استلموا السلطة عام 2005 وإلى اليوم لانهم في الحياة والسلطة كان يحتم عليهم أن لا يستلموا فلسا من الرواتب إلاّ بعد إعادة العراق الى نصابه الحقيقي ولكنهم أنشغفوا بالكراسي والثراء وحصروا الفقراء في فقرهم وادخلوا ارض الحضارات السجل الاسود الدولي للفساد .
كل الكتب الدراسية والاجهزة الاعلامية تتحدث عن ارض الحضارات والعراق العظيم وارض الانبياء وانا اتذكر من بعد الملكية وخاصة من العام 1963 نعيش في ظلمة وعتمة واتعس حياة وخارج هذا العالم الذي يتقدم بدقائق نحو ذرى العلم والتكنلوجيا ورغد الحياة والعراق اغنى من جميعها ثرواته ليس إلا لاقتناء الات الدمار وسفك دماء اهله ومواطن في سلك الدولة تلدغه أفعى النهب في عقر داره مرتين على الهوية القومية إلى متى ؟ ………..
ضربت مثلين عن النظام الملكي في العراق والنرويج وكذلك تغيير النظام في العراق وسنغافورة وما آلت اليها العراق وتلك الدولتين لاخذ العبر ، فهل من رشيد يعيد ارض الحضارات إلى مجدها فيها جميع المستلزمات بعكس تلك الدولتين ولا تعتاز إلاّ لقيادة رشيدة كما في الدولتين ، فهل من مجيب ؟
الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي وكالة انباء "النافذة"