القصة واحدة..
_ الحديث الواقعي البعيد عن الرومانسيات.
_ سوءة الكاظمي.
_ دفع الردى بمذلة.
والرابط بين هذا كله هو مشروع هدام لم يستقم كما أُمر فغرب بلا وعي ولا بصيرة ولا تقدير لعواقب الأمور..
والمشكلة إن العواقب السيئة لا تقف عند المشروع النحس فقط بل تمتد لتطالنا نحن المساكين في الجنوب الساخن المعذب.
الحديث العراقي يجب أن يكون حديثاً بين حديثين..
بمعنى أن لا يكون مثقلاً بالسلبية والتشاؤم وتثبيط العزائم، ولا يكون وردياً رومانسياً يتحدث وكأن العراق من جنان الأرض..
المشاكل موجودة ومؤثرة وتُرهق العراقي قليل الحيلك وهناك ضوء يبعث على الأمل بقادم نأمل له أن يكون أفضل من ما مضى..
أن تخرج علينا يا “عزيزي” سابقاً تملأ الدنيا شجاً وتعاسة وتصور أن الجحيم مستعر في هذا البلد، ثم وبعد مدة -تحديداً الآن- تتحدث وكأن العراق ليس عراق أمسك المغبر، فأنت في الحالتين تجافي الحقيقة وتبتعد عن الناس أو تزداد بعداً عنهم.
مصطفى مشتت سوءة، عورة، خَبَث، هو شيء قبيح جداً ومعيب جداً..
هذه الحقيقة التي لا يمكن التغطية عليها وستبقى وصمة عار في جبين مَن جاء به من مكبات النفايات ليُقدمه مسؤولاً بأي مستوى من المستويات في الدولة العراقية..
ولم أكن أتوقع -شخصياً- أن يتسافل البعض إلى هذا المستوى من الوضاعة والإنحطاط والإستهانة بالعراقيين..
لكن “مَن يهن يسهل الهوان عليه”..
الذين يقولون بأنهم دفعوا الردى عن العراقيين بمصطفى الكاظمي أقول لهم ما قاله الشاعر الحمداني مخاطباً أبن العاص “لعنه الله”:
لا خير في دفع الردى بمذلةٍ
كما ردها يوماً بسوئته عمرو
فإن دفعتم الردى عن العراقيين في مرحلة ما فقد فعلتم ما فعله أبن العاص الجبان بأن أخرج عورته لينجو بنفسه وما أقبحه من فعل جبان..
لستُ مع التفريط بعادل عبد المهدي بكل هذه المذلة..
لستُ مع التفريط بعادل عبد المهدي مقابل مصطفى الكاظمي وليس من قياس بين عادل عبد المهدي وبين أين مشتت..
كان القرار أحمقاً بكل ما تعني الكلمة، وأحمق منه إختيار هذا الرعديد الألثغ الجبان.
“والي سواها كون يگعد ويسكت ولا يفتر يدوخ العالم”..
* ملاحظة: المقالة تعبر عن رأي صاحبها *