12 Feb
12Feb

في عمر الرابعة عشرة كنت عائدة الى البيت كعادتي ذلك البيت الذي ترعرعت به ‹كنت اعتقد انه حضن الأمن لم اتخيل ولو لبرهة انه سوف يتخلى عني واشعر بداخلة اني غريبة› وصلت إلى البيت فوجدت به رجال بملابس عربية ويحملون بأيديهم أسلحة وقد التفوا حول والدي› دخلت الى امي مسرعة ماذا يحدث فقالت والدموع تملأ عينيها والدك صدم رجل بالسياره وقد مات وعشيرته في الخارج يطالبون اما ان يقتل والدك او….. لم تكمل امي الكلام كأنها تخفي شيء عني› حل صمت رهيب في البيت ذهبوا الرجال دخل ابي الى البيت وقال جملة حفرت في ذهني ابد الدهر» الرجال كثر اللة خيرهم رضوا بالحل السلمي وطلبوا ابنتي (فصلية)» لم أفهم ما يعنيه بتلك الجملة دخلت امي الى غرفتي وقالت يا ابنتي لم نكن نريد تزويجك بهذا السن الصغير لكن والدك في ورطة اما ان يقتل او ان تتزوجي بأخو القتيل› لكن يا أمي لدي مدرسة واحلام وطموحات لم احققها بعد قالت امي انتهى النقاش غداََ سوف يأتون لخطبتك أحسست ولأول مرة ان البيت الذي كان يحميني لم يعد كذلك› بدأت اتكلم مع نفسي مثل مجانين ابي في خطر ويجب أن أتخلى عن انانيتي وانقذ ابي لكن لما انا علي ان اتحمل اخطأ الآخرين اصمتي وانقذي اباك الذي لطالما قدم الغالي والنفيس لأجلي› نمت تلك الليلة لكني لم أكن أشعر أني نمت روحي كانت تتجول في أرجاء الدار› نهضت في اليوم التالي وانا محبطة ماذا سوف يحصل؟ الباب يطرق نساء بملابس سوداء يتكلمون مع امي اليوم سوف نأخذها لدار زوجها صمتت امي فما باليد حيلة› وسلمتني لهم مثل السبية ذهبت مع نساء لا اعرفهم والدموع لم تجف› اوصلوني لغرفة لم أتخيل أن قبري سيكون في الحياة قبل ممات دخلت الغرفة واذا برجل طاعن في السن داخل تلك الغرفه أغلق الباب ومعه كل أحلامي وطفولتي ‹ نعم اليوم أبلغ من العمر الثلاثين وقد أصبحت ارملة لكن حياتي ومستقبلي كله تم نسفه بسبب حادث قضاء وقدر› هل كنت متزوجة حقاََ ام كان يتم اغتصابي بغطاء (الفصلية) وحكم العشائر نعم انا احد ضحايا الفصلية وهناك الاف مثلي.
في بلد يغيب به القانون وتحل كل المشاكل عشائرياََ من الطبيعي سوف يأكل القوي الضعيف بدون رحمة او شفقة وهذا كله بسبب ما يعانية  القضاء العراقي بسبب اتهامات المواطنين له وعدم ثقتهم بأدائه، الأمر الذي سوف يسبب له حرجاََ إذا ما حاول النظر لما تفعلة العشائرية» يذكر ان وظيفة المحاكم  الرسمية العراقية مقتصرة على تسجيل عقود الزواج، وأمور الطلاق، ونقل الملكية، وتلبية حاجات شريحة من العراقيين الذين لا ينتمون إلى عشائر فقط.


الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي وكالة انباء "النافذة"


تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة