22 Apr
22Apr

قبل ان تبدا المعارك بين الجيش والدعم السريع، قيل لنا ان المعركة محسومة فالجيش عمره 100 عام ويمتلك خبرات قتالية واستراتيجية و " مالية" كبيرة بالإضافة الي أسلحة نوعية ، وفي المقابل قيل لنا ان قوات الدعم السريع مليشيا " ساكت" اقل عمراً وتأهيلاً ولا تحوز علي الأسلحة الضاربة الطيران والدبابات .بعد ان بدأت المعركة خرج علينا قادة الجيش مهللين مبشرين ان الحسم خلال ساعات معدودات لن تتجاوز غروب الشمس ، وغربت الشمس وكل الدلائل تشير الي ان غروبها سيطول .
ها هي الأيام تتوالي ولم نشاهد حسماً، بل هنالك خصماً بتزايد الضحايا من المدنيين ، واسري من العسكريين ، والمباني المحترقة .ماذا حدث لجيش " الممنوع" الجيش الذي تربينا منذ الصغر عند المرور بأحدي مقراته عبارة ترتعب اعيينا منها " ممنوع الاقتراب والتصوير " ثم أضيفت الي محاذيره مؤخراً التهديد والوعيد " ممنوع التحدث في شئون الجيش" .
ماذا حدث للجيش الذي يقتلع اكثر من 80٪ من موازنة الدولة، والمتبقي يذهب للتعليم، والصحة، والإسكان والتنمية ، الجيش الذي يتاجر في الماشية والمحاصيل الزراعية وتتحكم شركاته في 85٪ من اقتصاد البلاد .
الجيش الذي تظهر موازنته كرقم واحد في موازنة الدولة ، ولا يسمح بمعرفة تفاصيلها ، مع العلم ان موازنات التعليم والصحة والإسكان وغيرها تظهر مفصلة سواء في مرحلة الموازنة (التخطيط) او الميزانية ( الحساب الختامي).ما الذي حدث يا سادة !! وكيف لمجرد" متمردين ساكت" لم يتجاوز عمرهم ال 10 أعوام ان يقفوا امام جيشنا الخطير اكثر من ساعة امتدت الي سويعات ثم قفزت الي أيام .
في زمن العجائب قيل لنا ان الدعم السريع " من رحم القوات المسلحة " لم نفهم كيف ل " مصنع الرجال" ان يكون له رحم ! ، ثم أجرت القوات المسلحة علي عجل اختبار الحمض النووي DNA لتكتشف القوات المسلحة (الام) في لحظة غضب من عقوق المولود، ان قوات الدعم السريع ليست من رحمها ! .
ورغم اننا مالكية " كما قال المخلوع البشير" الا ان جميع المذاهب الفقهية وعلماء الامة اجمعوا علي ثبوت النسب للفراش كما فصلوه في الزواج ، والرضاع ، والحضانة ، والنفقة من " وزارة المالية " .
عندما رفعت الثورة شعار هيكلة القوات المسلحة قيل لنا ان هذا خطاً احمر ! ، فتراجعنا تكتيكاً لنقول اصلاح القوات المسلحة ! وبين الهيكلة والإصلاح بون شاسع .
الخدمة العسكرية مثلها مثل الخدمة المدنية تعرضت للتخريب الممنهج اثناء حكم الإسلاميين ، وتم خصصتها تماماً لصالح حزب سياسي فاشي وقمعي، شعاره إعادة صياغة الانسان السوداني وفق برنامج سياسي معاد للإنسانية والعقلانية والتقدم .
لذلك لابد من هيكله القوات المسلحة والأجهزة النظامية الأخرى من الصفر ، من مرحلة اختيار من يدخلها ، والمناهج التي تدرس بها ، لابد ان يفهم العسكري انه جزء من هيكل الدولة ، وان يختفي من عقله الصغير انه وصي علي الشعب ، وان مساهمته مثل مساهمة المعلم والطبيب والإداري ان لم تكن اقل .والي حين اشعاراً اخر يمكن القول ان القوات المسلحة السودانية فشلت في واجبها الأساسي حماية البلاد والعباد ، هل هنالك داعي ان نذكر حلايب والفشقة ومئات الضحايا في جنوب السودان ودارفور والشرق والنيل الأزرق والان في الخرطوم .
الذين يطالبوننا بالانحياز للجيش في هذه المعركة من اجل " انه جيش الوطن ، ومن اجل السيادة والكرامة “ نقول ان هذه كلمة باطل اريد بها باطل ، فهذا صراع مصالح وسلطة لا ناقة فيه للشعب ولا جمل ، بل للأسف نكتوي الان من اثاره ، ومن ينتصر فيه من الطرفين سيتحكم في رقابنا ان لم نواصل النضال لاقتلاعهما معاً


* ملاحظة: المقالة تعبر عن رأي صاحبها *


تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة