- آرائكم
- اللجوء إلى الطمأنينة
ملعون ابو الدنيا مثل كنا منذ صغرنا نسمعه، وربما اختلفنا في تفسير معناه. لكني اليوم أجد فيه معنى معيناً أجد فيه ضالتي، وهو معنى الحزن والشقاء!
كم عشنا، وما زلنا، نعيش الندم عن عدم تمكننا من الحصول على هذا الشيء أو ذاك في الحياة، وكم تمنينا من فرص وحزنا على “ضياعها”! في ذات الوقت الذي نتناسى أو نتجاهل ونغفل أن هناك كثير من الآخرين ممن لم يحصلوا على اقل من ربع ما حصلنا عليه ونملكه!
قد نكون في صحة جيدة ونملك داراً ولدينا من الأطفال ما فرحنا بهم، وأشياء أخرى، لكننا نتحسر على دار أكبر وسيارة أحدث وأرصدة في بنوك “برا”!
قد يقاطعني أحد فيسألني: وماذا لو لم أكن أملك داراً وليست لي سيارة وليس لي من الأطفال ما أفرح بهم؟!
أجيبه، بكل الود: ألست فرحاً بساقيك التي تحملك عندما ترى على قارعة الطريق من يزحف على الأرض أو جالساً في مقعد يعينه أحدهم تكرماً، أو ترى من يسألك وجهة طريق لأنه أعمى؟! ألم تزر مستشفيات وترى فيها العشرات ممن يئن ألماً أو ينزف دماً أو يطلب رحمة ربه ليودع الدنيا؟ أخبرني يا صاحبي عن من أخذ معه الى قبره زوجته الجميلة أو ماله أو أوسمته التي حصل عليها في الدنيا!
بهت لبعض الوقت، ثم عاد ليسألني: أحببت أن أكون سعيداً فماذا ترى؟
أجبته أنني التقيت صديقاً يكبرني سناً، لكنه يبدو اصغر من عمره بما يزيد عن عشرين سنة، مبتسماً شاكراً حامداً، حدثتني سعادته عن رضاه في قضاء الله وقدره!!
الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي وكالة انباء "النافذة"