12 Jan
12Jan

ملعون‭ ‬ابو‭ ‬الدنيا‭ ‬مثل‭ ‬كنا‭ ‬منذ‭ ‬صغرنا‭ ‬نسمعه،‭ ‬وربما‭ ‬اختلفنا‭ ‬في‭ ‬تفسير‭ ‬معناه‭. ‬لكني‭ ‬اليوم‭ ‬أجد‭ ‬فيه‭ ‬معنى‭ ‬معيناً‭ ‬أجد‭ ‬فيه‭ ‬ضالتي،‭ ‬وهو‭ ‬معنى‭ ‬الحزن‭ ‬والشقاء‭!‬
كم‭ ‬عشنا،‭ ‬وما‭ ‬زلنا،‭ ‬نعيش‭ ‬الندم‭ ‬عن‭ ‬عدم‭ ‬تمكننا‭ ‬من‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الشيء‭ ‬أو‭ ‬ذاك‭ ‬في‭ ‬الحياة،‭ ‬وكم‭ ‬تمنينا‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬وحزنا‭ ‬على‭ ‬“ضياعها”‭! ‬في‭ ‬ذات‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬نتناسى‭ ‬أو‭ ‬نتجاهل‭ ‬ونغفل‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الآخرين‭ ‬ممن‭ ‬لم‭ ‬يحصلوا‭ ‬على‭ ‬اقل‭ ‬من‭ ‬ربع‭ ‬ما‭ ‬حصلنا‭ ‬عليه‭ ‬ونملكه‭!‬
قد‭ ‬نكون‭ ‬في‭ ‬صحة‭ ‬جيدة‭ ‬ونملك‭ ‬داراً‭ ‬ولدينا‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬ما‭ ‬فرحنا‭ ‬بهم،‭ ‬وأشياء‭ ‬أخرى،‭ ‬لكننا‭ ‬نتحسر‭ ‬على‭ ‬دار‭ ‬أكبر‭ ‬وسيارة‭ ‬أحدث‭ ‬وأرصدة‭ ‬في‭ ‬بنوك‭ ‬“برا”‭!‬
قد‭ ‬يقاطعني‭ ‬أحد‭ ‬فيسألني‭: ‬وماذا‭ ‬لو‭ ‬لم‭ ‬أكن‭ ‬أملك‭ ‬داراً‭ ‬وليست‭ ‬لي‭ ‬سيارة‭ ‬وليس‭ ‬لي‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬ما‭ ‬أفرح‭ ‬بهم؟‭!‬
أجيبه،‭ ‬بكل‭ ‬الود‭: ‬ألست‭ ‬فرحاً‭ ‬بساقيك‭ ‬التي‭ ‬تحملك‭ ‬عندما‭ ‬ترى‭ ‬على‭ ‬قارعة‭ ‬الطريق‭ ‬من‭ ‬يزحف‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬أو‭ ‬جالساً‭ ‬في‭ ‬مقعد‭ ‬يعينه‭ ‬أحدهم‭ ‬تكرماً،‭ ‬أو‭ ‬ترى‭ ‬من‭ ‬يسألك‭ ‬وجهة‭ ‬طريق‭ ‬لأنه‭ ‬أعمى؟‭! ‬ألم‭ ‬تزر‭ ‬مستشفيات‭ ‬وترى‭ ‬فيها‭ ‬العشرات‭ ‬ممن‭ ‬يئن‭ ‬ألماً‭ ‬أو‭ ‬ينزف‭ ‬دماً‭ ‬أو‭ ‬يطلب‭ ‬رحمة‭ ‬ربه‭ ‬ليودع‭ ‬الدنيا؟‭ ‬أخبرني‭ ‬يا‭ ‬صاحبي‭ ‬عن‭ ‬من‭ ‬أخذ‭ ‬معه‭ ‬الى‭ ‬قبره‭ ‬زوجته‭ ‬الجميلة‭ ‬أو‭ ‬ماله‭ ‬أو‭ ‬أوسمته‭ ‬التي‭ ‬حصل‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬الدنيا‭!‬
بهت‭ ‬لبعض‭ ‬الوقت،‭ ‬ثم‭ ‬عاد‭ ‬ليسألني‭: ‬أحببت‭ ‬أن‭ ‬أكون‭ ‬سعيداً‭ ‬فماذا‭ ‬ترى؟
أجبته‭ ‬أنني‭ ‬التقيت‭ ‬صديقاً‭ ‬يكبرني‭ ‬سناً،‭ ‬لكنه‭ ‬يبدو‭ ‬اصغر‭ ‬من‭ ‬عمره‭ ‬بما‭ ‬يزيد‭ ‬عن‭ ‬عشرين‭ ‬سنة،‭ ‬مبتسماً‭ ‬شاكراً‭ ‬حامداً،‭ ‬حدثتني‭ ‬سعادته‭ ‬عن‭ ‬رضاه‭ ‬في‭ ‬قضاء‭ ‬الله‭ ‬وقدره‭!!‬


الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي وكالة انباء "النافذة"


تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة