-1-
لا أحد يستطيع ان ينكر الدور الخطير الذي يلعبه المال في إعمار الأرض بالمشاريع النافعة والمؤسسات الحيوية سواء كانت عبادية أم علمية وثقافية وصحية، فضلاً عن امداد الفقراء والضعفاء بما يُعينهم على مواجهة التحديات الصعبة .
فبالمال يتم اشباع حاجاتهم وقضائها ،
وبالمال يصون الانسان نفسه من أن يكون عالة على غيره ويحفظ ماء وجهه ،
ويوسع على عياله ،
وبالمال ينال الانسان شرف الاسهام بما ينفع المجتمع،
ويتفاوت أحجام تلك الاسهامات تبعا لتفاوت القدرة المالية عند هذا الفريق او ذاك .
وليس الانفاق الضخم شرطا في بلوغ الدرجات الرفيعة عند الله وانما الشرط النية الخالصة وخلو المال المبذول من الشوائب حيث لا قيمة للانفاق من المال الحرام .
والمالُ من ناحية ثانية هو مادة الفساد والشهوات،
وبه يُعصى الله ، وتنهك حرماتُه …
فالليالي الحمراء ،
وحفلات المُجون الداعرة ،
وشراء الذمم والضمائر وتسخيرها نحو خدمة الذات والمصالح الشخصية،
وموائد القمار التي تهدر فيها الأموال الطائلة .
وما ينفق -وبسخاء- على قنوات التضليل والاكاذيب، الى سائر الألوان الداعرة الفاجرة الأخرى.
وليس ما ذكرناه الاّ بعض المصاديق للانفاق المالي اللامشروع .
-2-
انّ هناك العديد من الأيات القرانية المباركة التي تحث على بذل المال وانفاقِهِ في وجوه البر والخير والإحسان والمعروف ، ولكنّ هناك آية مباركة من المهم ان لا تغيب عن الاذهان .
قال تعالى :
( لن تنالوا البِرَّ حتى تنفقوا مما تُحبون )
آل عمران / 92
لقد ربطت الآية بين الفوز بالدرجات الرفيعة عند الله وبين التضحية بما يحب .
قال امير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام ) :
{ لا حاجة لله فيمن ليس لله في ماله ونفسه نصيب }
-3 –
الحمقى والاغبياء من الناس يدورون مدار المال فهو معبودهم من دون الله وان تظاهروا بالايمان ..!!
-4-
ولستَ ملوماً اذا كنتَ تسعى لتحصيل المال ولكن لا لتضخيم ارصدتِكَ في المصاريف دون ان تنعكس الآثار الإيجابية لوجوده
في واقع الحياة
ولقد قال بعضهم :
لا بألف الدرهمُ المضروبُ صُرتَنا
لكنْ يمرُ عليها وهو منطلقُ
وقد سأل احدهم الامام امير المؤمنين عليا (ع) فقال :
( إنا لنطلب الدنيا ،
فقال له الامام (ع) :
« تصنع بها ماذا ؟
قال :
أعوذُ بها على نفسي ،
وعلى عيالي ،
وأتصدق منها ،
وأحج
فقال الامام (ع) :
« ليس هذا مِنْ طلب الدنيا ، هذا من طلب الآخرة « .