23 May
23May

«سأعرض هذه الصورة على خطيبتي»، والصورة التقطها جندي نازي لشخص يهودي ملتح، بعد أن قص لحيته بحربته جارحا وجهه.. هكذا يتذكر بنجامين أوزنشتان (93 سنة) احد الناجين من المحرقة.. ترى بماذا تختلف تلك الصورة عن الصور التي تعج بها مواقع التواصل الاجتماعي لجنود صهاينة يلتقطون صورا للدمار في غزة ويرسلون من خلالها (تحية حب) لمن يحبونهم؟
وبماذا تختلف عن صورة جندي صهيوني، التقط صورة لبيت لم يغادره اهله ووجه نحوه صاروخا ضاحكا بأنه أراد أن يحتفل بعيد ميلاد ابنه؟ وبماذا تختلف عن جنود صهاينة يلتقطون صورا وهم يرتدون (ملابس نوم نسائية) عثروا عليها في بيوت العوائل، التي أرغمها القصف على تركها بكل ما فيها؟ وبدءا، بماذا تختلف المحارق اليومية التي تجري يوميا في غزة، (مع كتابة هذا المقال دخلت حرب الابادة هذه شهرها الثامن)، عن المحرقة التي ارتكبها النازيون، والتي اصبحت ذريعة الصهاينة لاحتلال فلسطين واستمرت اداة جلد للعالم وأوروبا عامة وألمانيا خاصة، والتي لا يقدر أي مؤرخ أو باحث في العالم ان يشكك بالرقم المعلن للضحايا وهو 6 ملايين! وللمثال وليس الحصر، نشير إلى محاكمة الفيلسوف والكاتب الفرنسي الراحل (روجيه غارودي) بتهمة (معاداة السامية) بعد نشره في 1995-1996 لكتابه (الأساطير المؤسسة للسياسة الاسرائيلية) والذي اشار فيه إلى 10 اساطير دينية وتاريخية تعتمد عليها هذه السياسة، ومن بينها (اسطورة الست ملايين-الهولوكست). ومحاكمة المؤرخ البريطاني المعروف (ديفيد ايرفينغ) والحكم عليه بالسجن في 2004 والمعروف عالميا بأنه افضل واهم مؤرخ للحرب العالمية الثانية، لكنه قطعا لن يكون (الافضل) حين ينكر العدد المبالغ به للضحايا، مع اشارة مهمة ان ضحايا النازيين لم يكونوا من اليهود فقط، انما كان بينهم الغجر واصحاب العاهات حتى ان كانوا من العرق العرب، فضلا على العرب المسلمين والأفارقة. اذن يحاكم من يشكك بالرقم المبالغ فيه لمحرقة لم تصوره الكاميرات ويُكذب وربما يحاكم في وقت آخر كل من يكشف المحارق اليومية في حرب ابادة غزة والتي يوثقها الكاميرات. لا يختلف جيش الكيان المحتل بجرائمه عن النازيين واثبتوا بجدارة انهم نازيون جدد.. ولا يختلف نتنياهو بعنجهيته وتطرفه بانتمائه إلى (شعب الله المختار) عن عنجهية هتلر وتطرفه بأنه من (العرق الآري). يبدو انه يقابل صورة هتلر ليعده بأنه سيتفوق عليه، وتفوق فعلا، ليس لوحده، انما كل المتطرفين الذين معه. وتكفي الإشارة إلى مندوبه لدى الامم المتحدة (جلعاد إردان)، الذي هاجم يوم الجمعة الماضي اعضاء الجمعية العامة للامم المتحدة ومزق ميثاقها احتجاجاً على التصويت على مشروع قرار غير ملزم لمجلس الامن لقبول عضوية فلسطين كدولة وليس مراقب. وصرخ فيهم بأن تصويتهم كان فعلا وقحا وعارا على المنظمة الاممية. وأصبح جليا، أن الداعمين لهم لا يقلون تطرفا عنهم، وللمثال ايضا وليس الحصر السيناتور الأمريكي (ليندسي جراهام)، الذي أشار إلى استخدام أمريكا للقنابل الذرية في هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين بعد هجوم (بيرل هاربر) في الحرب العالمية الثانية وعبر عن رغبته في تكرار الفعل نفسه اليوم في غزة وإبادة حوالي مليونين ونصف المليون فلسطيني.. يوما بعد آخر يتفنن النازيون الجدد بأساليب جرائمهم والتي تستهدف في غالبيتها المدنيين، الأطفال والنساء، خاصة ولم يتمكن العالم من إرغامهم على التوقف ولم تتمكن الأنظمة العربية والإسلامية، من جعل هذه التصرفات النازية التي ترتكب مع سبق الاصرار والترصد قضية رأي عام عالمي، كما فعلت حكومة جنوب أفريقيا حين قدمت طلبا إلى محكمة العدل الدولية لمحاسبة الكيان على جرائمها ضد الإنسانية ولاسباب كثيرة، من بينها اشغال هذه الأنظمة بمشاكل داخلية عديدة ودائما تكشف عن وجود اصابع خفية خلفها. لكن طلبة الجامعات الأمريكية واعتصاماتهم المطالبة بايقاف دعم الكيان والتي توسعت إلى خارج الولايات المتحدة وانتشرت الاعتصامات في جامعات كندية واوربية، جعلت من هذه الحرب والحرية لفلسطين قضية رأي عام عالمية، ننتظر نتيجتها بعد ان بدأت تؤثر في الرأي العام في هذه الدول والذي اصبح لا يصدق تصريحات سياسييها ومسؤوليها.. وفي النهاية اشير إلى صحيفة (هآرتس) التي نشرت في وقت سابق تقريرا قالت فيه ان «قادة الجيش الإسرائيلي يتصرفون كما يشاؤون على الأرض في غزة»..


الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي وكالة انباء "النافذة"


تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة