14 Aug
14Aug

لم تحظ شجرة عندنا بشيء من القدسية مثلما حظيت به النبگة ! فعلى الرغم من تعرضها للقذف بالحجارة وغيرها من المقذوفات التي تسبب ضررا وإزعاجا لصاحب البيت اللي عنده نبگة وتسلق الأطفال لها والتعلق باغصانها بهدف قطف ثمارها وكأنها ملك مشاع يبيح للأولاد عبور سياج الحديقة والتسلل بهدف الحصول على النبگ لكنها تميزت بخصوصية كبيرة حيث لايجوز إزالتها او قطعها دون نحر ذبيحة لها، فشجرة السدر شجرة مباركة وتعتبر من اشجار الجنة وفقا لمفاهيم موروثنا الشعبي.
تكثر اشجار النبگ في البصرة وخصوصا في قضاء ابي الخصيب حيث هناك اكثر من ثلاثمائة نوع من النبگ وكنت محظوظا في تناول وتذوق عدد غير قليل منها خلال فترة خدمتي العسكرية التي قضيتها في البصرة وهناك شبه إجماع على أن طعم النبگ الذي تقطفه من الشجرة اطيب بكثير من الذي تشتريه من السوق !!
القرب من الطبيعة وقضاء بعض الوقت فيها يمنحك طاقة وراحة لاتوفرها تفاصيل المدينة وشاشات التلفزيون والهاتف !!
بالأمس وفي جولة عند ضفاف نهر سكرامنتو صادفتني شجرة سدر تحمل ثماراً تشبه صغار العرموط ولم أتوانى عن قطف وتناول بعضا من ثمارها اللذيذة التي أعادتني إلى صور الطفولة يوم كنت أجيد رمي الساقلاب حول اغصان الشجرة في محاولاتنا التي لا تتوقف بهدف الحصول إلى النبگ !!
وبالمناسبة فأن زرع نوى النبگ وسيلة ناجحة لتكثيره لمن يرغب بزرع سدرة في حديقة بيته مع التذكير بتعليق لوحة : (ممنوع رمي الحجارة)!!
مع قهوة الصباح

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة