09 Sep
09Sep

ماحدث في مطار بغداد يوم السبت الماضي الحادي والثلاثين من آب الماضي لم يأت ِ مصادفة بل هو نتيجة حتمية لتراكم كمّ هائل من الاخطاء الكارثية المتتابعة وهو أمر طبيعي ومتوقع بسبب تسلم أشخاص غير مهنيين أو كفوئين وغير ذي إختصاص مسؤولية إدارة هذا المفصل الحيوي وبوابة العراق نحو العالم ، وعليه فقد سقطوا بالضربة الفنية القاضية عند أول إختبار حقيقي شهده المطار نتيجة (شوية) زخم حركة الطيران بسبب التفويج العكسي لقاصدي الزيارة الاربعينية من العرب والاجانب .
وكان من سوء طالعي أن أكون أحد الذين علقوا في المطار حيث شاهدت المسافرين يفترشون الأرض فيما راح آخرون في سبات عميق على الأرائك المخصصة للجلوس مما إضطرني والعديد من المسافرين الى الانتظار وقوفا ، فيما لجأ البعض الى التجمهر والتظاهر مطالبين بتوفير طائرات لنقلهم الى وجهاتهم الّا ان السلطات المختصة سدّت أذنا من طين وأخرى من عجين ولم تكن تملك جوابا محددا تشف ِ غليل المسافرين الذين عانوا الامرين من طول الانتظار،  وعلى الرغم من ظهور بائس لبعض صغار الموظفين لتبرير هذا التأخيرالا ان الجموع الغابضة لم تقتنع وظلت صالة المطار في هرج ومرج حتى جاء موعد رحلتي ولولا تنبيه أحد المسافرين لي لغادرت طائرتي دون أن ألحق بها بسبب إرهاصات المحتجين وأصواتهم التي كانت تعلو على أصوات المذيع الداخلي قضلا عن (لغوة النسوان) اللواتي أفترشن الارض بكل مأساوية بإنتظار (غودو) !!!
وكل ماذكرناه من سوء أدارة وعدم تنظيم في كفّة ومايحدث عند العودة في كفّة أخرى فحالما تستلم أمتعتك من الحزام الناقل وتغادر صالة الوصول حتى يتلاقفك أشخاص داخل أكشاك قرب الباب الرئيسي يمثلون شركات تكسي المطار وهم ينادون عليك بأعلى أصواتهم ونصف أجسادهم تخرج من نافذة الكشك لكي تستأجر سيارة من شركتهم في تنافس محموم أقل مايقال عنه أنه خارج حدود الأدب وكإنّهم في سوق هرج وليس بمنفذ يمثل واجهة البلد وهذا ما لا يحدث حتى في مطار جزيرة (ترينداد وتوباغو) في البحر الكاريبي الذي لاتتجاوزمساحتها نصف قضاء طويريج خالد الذكر بسبب ذكره في أغنية المرحوم سعدي الحلي !وليس هذا حسب فأن (سماسرة) شركات التكسي يتلصقون بك بشكل مقزز حالما تغادر الصالة الرئيسية وكل منهم يمسك يدك ويجرّ حقيبتك محاولا إستمالتك لتستأجر سيارة منهم وهي ظاهرة مقززة وخارجة عن اللياقة والذوق والأدب ، كل هذا وسلطة المطار لاتحرك ساكنا لأسباب يعرفها الجميع تتعلق(بالكموشنات) فضلا عن وضع شتى العراقيل على الاشخاص الذين يرومون السفرأو يستقبلون ذويهم بسيارتهم الشخصية رغم تعليمات تسهيل وتنظيم هذه العملية الا ان مايحدث هو إلتفاف وتحد ٍ واضح لهذا القرار وضربه عرض الحائط بالبيض الفاسد والطماطة (الممرودة)..!


الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي وكالة انباء "النافذة"

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة