حينما وقفت يوم الأحد 3 / 3 / 2024 ، على عتبة باب قسم الباطنية ، الذي يقع في الجهة المقابلة لقسم الكسور ، في مستشفى اليرموك التعليمي ، وجدت نفسي أمام شخص طويل القامة بدين ، جاوز الستين من عمره ، بحاجة الى تعلم دروس ( جبر الخواطر ) . فمن المعلوم ان الذي يراجع اية مستشفى أكيد ليس للنزهة ولا للتسلية ، بل بحثا عن العلاج و المواساة في الكلمة الطيبة التي حتما تخفف المرض ، و التي تشفي الصدور قبل الدواء ، و ان خواطر الناس ليست عظاما تجبر ، بل ارواح تقهر و تتألم . و تلك كانت أقسى دقائق عشتها ، فلم أجد من اخبره بأني لست بخير ، عندما تم منعي من رؤية ( و آلدتي ) ذات التسعة و الثمانون عاما ، و هي ترقد على سرير المرض بين الحياة و الموت ، إلا ( بالوساطة ) . مؤسف حقا ان يفتقد البعض منا الإنسانية و القدوة الحسنة ، فالمواقف هي إجابات واضحة عن جميع الأسئلة التي في دواخلنا جميعا ، و ان معظم مشكلاتنا ، تقع بسبب الفجوة بين ما نقصد ، و ما يفهمه الآخرون ، و العكس صحيح ، ( و الساكت عن الحق شيطان أخرس ) ، فلا نريد أن نكون شياطين ، نغض الطرف عن الحق ، وهو يسقط يوميا امام أعيننا مغشيا عليه .
الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي وكالة انباء "النافذة"