انهاء الاحتلال وايقاف الحرب اولى من قوات دولية في غزة؟
انهاء الاحتلال وايقاف الحرب اولى من قوات دولية في غزة؟
06 Apr
06Apr
مع كل يوم يمضي منذ بداية حرب الابادة غير المسبوقة في غزة , يتأكد اصرارالغرب وامعانه في تقويض القيم الكونية المشتركة وتكريس ما يمكن وصفه بهمجية وبلطجة الاقوى بما يدفع شيئا فشيئا الى انهاء أي دور للمنظمات الدولية التي تبقى على ضعفها ووهنها و انحيازها للاقوى الخيط المتبقي للشعوب والامم المستضعفة… من المفارقات الصارخة انه في الوقت الذي كان يفترض ان تتجه الجهود الى الضغط على كيان الاحتلال و الدفع الى ايقاف حرب الابادة لا سيما بعد الاجماع الحاصل من مختلف الهيات و المنظمات الدولية من الصحة العالمية و اليونيسيف و الاونروا والعدل الدولية بان غزة لم تعد على شفا المجاعة بل في حالة مجاعة اكيدة و أن كل يوم يمضي على اهل القطاع تحت القصف و الابادة يعني مضاعفة المأساة الانسانية و المضي قدما نحو حرق و نسف ما بقي ,و أنه بدل التوجه لاغاثة اهالي غزة و ايقاف الة القتل و الدمار اليومي تاتي الاخبار متواترة عن مواصلة ادارة الرئيس بايدن و في خضم حملتها الانتخابية الرئاسية تززيد كيان الاحتلال بصفقات ضخمة من الذخيرة و الاسلحة التي تدفع كيان الاحتلال الى مزيد الغطرسة و المضي قدما في استكمال سيناريو المحرقة الذي رسمته في قطاع غزة و ذلك رغم الخلافات التي طغت على السطح بين الطرفين في المدة الاخيرة بين ادارة بايدن و حكومة ناتنياهو … الادارة الامريكية وحسب الواشنطن بوست منحت في الايام القليلة الماضية الضوء الأخضر لإرسال قنابل ومقاتلات بمليارات الدولارات إلى إسرائيل، حتى مع إبدائها علناً مخاوفها حيال هجوم عسكري متوقع في رفح. الصحيفة نقلت عن مسؤولين مطلعين في البنتاغون ووزارة الخارجية الأميركية القول: إن مجموعات الأسلحة الجديدة تشمل أكثر من 1800 قنبلة من طراز إم.كيه 84 2000 رطل، و500 قنبلة (إم.كيه 82) 500 رطل… وهو ما ينفي كليا اخضاع كيان الاحتلال لاي شروط او قيود ..و طبعا هذه المساعدات خارج اطار المساعدات السنوية المخصصة لاسرائيل سنويا و المقدرة ب 3.8 مليار دولارلإسرائيل.. هذا الموقف الاخيرللادارة الامريكية الذي ياتي بالتزامن مع التسريبات اليومية بشأن مخطط امريكي لبحث نشرقوات دولية في غزة يفترض قرائتان اما ان واشنطن استشعرت ان المقاومة التي يريد ناتنياهو القضاء لا تزال صامدة و لا تزال رغم كل مشاهد الموت و الخراب و الدمار تؤكد على الميدان انها ليست قريبة من القاء المنديل و الاستسلام و الهروب او الانتحار و هو ما يستوجب مزيد تسليح الحليف الاسرائيلي مهما كانت الجرائم التي سيرتكبها و اما ان الادارة الامريكية بدأت عمليا مرحلة اليوم التالي و السعي لنشر قوات دولية في غزة بعد ان ابدت سلطات الاحتلال ليونة في هذا التوجه و باتت تقبل بهذا الانتشار بعد ان كانت ترفضه كليا و هو ما من شانه ان يثير اكثر من نقطة استفهام حول توقيت و ملابسات هذه الخطة و حول هوية هذه القوات التي رفضت الامم المتحدة صراحة اعتمادها دون تحديد الشروط و الضوابط وتهيئة الارضية لذلك , وهي في الحقيقة مسالة لا يمكن ان تساعد في الحل بل على العكس من ذلك يمكن أن تكون دافعا لتعميق الازمة باعتبارها خطوة تدفع نحو الغاء حق الفلسطينيين في تقرير المصير و نحو تابيد الاحتلال بدل انهاءه .و قد سبق لمجرم الحرب ناتنياهو ان صرح “انه لن يوافق على التخلي على القيادة الامنية على غزة و لن نسلمها للسلطة الفلسطينية “.. وزير الحرب الاسرائيلي غالانتاكد بدوره ان هناك تقدمًا في المحادثات مع الولايات المتحدة بشأن مقترح تشكيل قوات متعددة الجنسيات وإدخالها إلى قطاع غزة، وفق إعلام عبري…و يبدو حسب غالانت انه تم بحث الامر خلال زيارته الى واشنطن الاسبوع الماضي و ستكون هذه القوات التي يبدو ايضا ان بينها قوات من ثلاث دول عربية لم تحدد ستكون مسؤولة عن أمن المنطقة وإدخال المساعدات الإنسانية وتنظيم توزيعها..من الواضح ان هناك توجه لانقاذ ناتنياهو و حكومته رغم الخلافات الظاهرة من مستنقع غزة و اقحام هذه القوات في الحرب مؤشر خطير يرجح انه يدفع سيدفع الى ترجيح كفة اسرائيل للسيطرة على القطاع في المرحلة التالية للحرب ..في كل الحالات وحتى هذه المرحلة تبقى السلطة الفلسطينية الحاضر بالغياب رغم دعوات الرئيس محمود عباس بضرورة انهاء الاحتلال وعودة غزة الى السلطة الفلسطينية .. سيكون من المهين أن يتوقف حدود الدعم الامريكي للسلطة الفلسطينية في الترحيب بتشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة على جثث و اشلاء الضحايا مقابل الانحياز الاعمى للاحتلال الاسرائيلي .. النفاق الامريكي و الغربي والاستخفاف المعلن بانسانية الانسان الفلسطيني و حياة ومصير الاجيال الفلسطينية في هذه الحرب تؤكد اننا لا ننتمي الى نفس الكوكب و ان ما يروج عن القيم الكونية المشتركة لا موقع له في لعبة المصالح الدولية الكبرى التي يدفع ثمنها البؤساء..
الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي وكالة انباء "النافذة"