11 May
11May

حكمت الظروف ان نكون زميلين في موقع عمل قبل سنوات و لسنوات، كان فيها ابو علي حريصا على الهدوء، متحملا الصراع الخفي بين طموحات الاقطاب المغلفة بالانتماء السياسي. باسم عبدالحميد اكبرنا سنا، و اكثرنا خزينا لذاكرة الانظمة العراقية، كان يشبه لونا فكريا يؤثر الصمت و الرضا امام الوان متغيرة الانتماء لكنها تتقن مالم يريد او يطمح باسم لاتقانه، فو غير مدع بالقرب من فلان، و لا ان علان اتصل به ليبلغه قرارات سياسية او تنظيمية اعلامية.
كان باسم كتلة قصص و حكايات و ذكريات و صدق و عفة، كلها تراكمت كما الطين المخور المنقوش على جسم انهكته سنوات العنف العراقي و الرهبة، ووجه طيب استغله كثيرون لجعله عصبيا بهدوء او ميالا لرغبات الاستحواذ و السطوة والسبق. باسم حمودي، كاتب متمكن من الصنعة، وكثيرون غيره ليسوا كتّابا و لا يجيدون اختيار كلمة فكيف بالسطر او السطرين. باسم حمودي عفيف اليد و البطن و السريرة والعلن، و غيره كثيرون يستحقون لفظة( أُفٍ) و ( تُف).
كل سيرته نظيفة بلا شائبة سياسية او تزوير محرر رسمي او التورط بقبول هدايا او رشى. كنت و ابقى اقدر فيه و له انه مجبر على التواصل مع من مصافحتهم تستوجب الغسل، فقد كان معذورا عن الوقوف بوجه من زحف و تسلق و ادعى و كذب بأسم قيادات مابعد 2003 بحجة لم يكن يملكها باسم الذي لم يأتِ من مقر من المقار. رحمك الله ابا علي، و غفر لك قليل الذنب.
اكتب و اذكر ضحكتك و معرفتك بأن كثيرين كذبة ولكن كل ينام بقبره.


الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي وكالة انباء "النافذة"


تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة