مازلت كما كنت افعل دوما اترقب ان يرن هاتفي لأسمع صوتك يناديني بالاسم الذي اعتدت ان تسميني به على الدوام ( الحبيبة دُرة) وتريد ان تطمأن علي قبل ان تقول اي كلام سواه … هل أُكذب نفسي .. هل اتجاهل الحقيقة التي فرضت نفسها علي رغما عني ..ماذا سافعل بوجعي هذا وكيف سأنجو من آلام الفقد …. اخيرا توصلت لقرار سأصبر نفسي وأقنعها به وهو انك سافرت هذه المرة سفرة طويلة كما اعتدت ان تفعلها في الماضي ، وقد تمتد لاعوام في جزيرة نائية لا وسيلة اتصال بها لذلك لن اسمع صوتك لفترة لا اعلم كم تدوم .. لكني سانتظرك مهما طال غيابك لعلنا نلتقي من جديد ..وكما تقول الصديقة ميسلون هادي الموجوعة بوجع يشبه وجعي واكثر وقد آمنت ان في كلامها الكثير من الصواب :(الضراء عندما تصيب الانسان، سوف يتعايش معها بالعـقاقير، أو العزلة، أو الغضـب، أو الاستسلام، أو أية صورة أخرى، فليس لدى الجميع الوقت الكافي، لكي يتوقف عندك. أو يأخذ بيدك، أو يفهم بأنك في وضع صعب جداً.. لقد أدركتُ أن الحزين وحده، هو الذي يجب أن يأخذ بيده، بعد أن غاب من يأخذ بها. وأن واجبه هو الحنو على أسرته، بعد أن غاب من يحنو عليها.. اتخذ الحزن شكلاً جديدا أنا راضية به، ومشدودة إليه، وروحي تدور حوله، كما تتحرك أصابع طفل في يومه الأول، وتصعد بحثاً عمن يحبها. يجب أن أخبر فقيدي باستمرار كيف هو عالمنا بدونه و كيف أن الإنسان يعيش عمراً واحداً على هذه الأرض. وكيف كان هو هذه الحياة لعمرنا كله.. ولا زال هو الحياة. □(اللوحة للفنان الراحل رجاء الدين الجبوري)
الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي وكالة انباء "النافذة"