ثلاثة ملفات حارقة ومعقدة ستكون اليوم أمام وزراء الخارجية العرب قبل لقاء القمة غدا بحضورالقادة و الرؤساء العرب الذين سيتعين عليهم الخروج من هذا الاختبارالقديم الجديد بأقل الاضرارالممكنة في علاقة بالعلاقات العربية العربية ولا نقول باكثرالانجازات الممكنة على أرض الواقع فهذه مسألة فيها نظر ..حضور سوريا قمة جدة على أهميته بات أمرا محسوما وصفحة طويت و يفترض أن تدفع الى النظرالى المستقبل و تجاوز الماضي ولا نقول اسقاطه تجنبا في هذه المرحلة للانسياق في محاكمة النوايا والبحث عن منتصرين أو منهزمين ندرك جيدا أنه لاوجود لهم في المشهد الراهن على اعتبار الهزيمة التي اشترك في صضنعها الجميع سواء تعلق الامر بسوريا او بالجامعة العربية التي فشلم في استباق الازمة او محاصرتها او منع وقوعها تماما كما هو الحال مع بقية الازمات في ظل حجم التردي و الانهيار العربي الحاصل و الحاجة الى تغيير يرفض أن يأتي …لا خلاف أن استعدادات المملكة لاحتضان هذا الحدث ستكون سخية واستثنائية في الاعداد والتحضير لهذا الموعد الثاني من نوعه خلال اشهر والذي ياتي بعد نحو شبعة أشهرعلى قمة لم الشمل بالجزائر ولا نكشف سرا اذا اعتبرنا أن المملكة ستكسب الرهان من هذه الناحية و ربما تتجاوز بذلك ما رصد لمختلف القمم السابقة ولكن يبقى من المهم الاشارة الى أنه سيكون من الغباء أن نتوقع ان تخرج قمة جدة بعصا سحرية تزيل ما يدمي الخارطة العربية من نتوءات و جروح و نزيف مستمر منذ عقود …
-والاكيد أن ملف القضية الفلسطينية سيظل على رأس الاولويات والتحديات فالقمة تاتي بالتزامن مع الذكرى الخامسة و السبعين للنكبة وفي اعقاب العدوان على غزة وما افرزه من ضحايا ومن دماروخراب فضلا عن رسائل الاستفزاز و مسيرة الاعلام التي يصرناتنياهوعلى تنظيمها اليوم , ولاشك أن أنظارالفلسطينيين لا تتطلع الى بيانات جامدة تدغدع العواطف وتعجزعلى تقديم الحلول ..كما أنه ليس من الصدف في شيء أن يتزامن انعقاد القمة مع تصريحات على لسان السفير الأمريكي في إسرائيل توماس نايدز، بأن الولايات المتحدة تعمل من أجل تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية.وأنه يعمل “باستمرارعلى توسيع اتفاقيات إبراهيم”، وهي الاتفاقية التي توسطت فيها الولايات المتحدة عام 2020 لتطبيع علاقات إسرائيل مع الإمارات والبحرين…السفير الأمريكي يضيف “نود أن نرى التطبيع بين السعودية وإسرائيل، ونعتقد أنه مهم للغاية، ونحن نعمل مع إسرائيل لتحقيق ذلك” و هي مسألة نعرف موقف السعودية منها و هي التي سبق و اعلنت مبارتها للسلام في قمة بيروت 2002 …لا نريد استباق الاحداث ولكن الاكيد أن ما يتعرض له الفلسطينيون اليوم من ابادة و تصفية عرقية هو الاخطر منذ عقود و يستوجب موقفا جرئيا ليس أقله اعلان تجميد أو تعليق التطبيع المجاني و ربطه نهائيا بالتقدم على أرض الواقع بالعودة الى انهاء محرقة الاحتلال وبدون ذلك لا يمكن للمشهد أن يتغير …-الملف الثاني الحارق والذي يحتاج ارادة قوية لاطفاء اللهيب المتأجج فيتعلق بالحرب الغبية في السودان و التي تهدد المنطقة بامتداد الحريق ..والاكيد أن اجبارالبرهان وحميدتي على اعلان هدنة والدفع نحوعودة الحكم للمدنيين وعودة الجيش الى ثكناته أولوية مطلقة لانقاذ هذا البلد الذي يتجه لمزيدالتقسيم والتفتيت ومزيد الماسي للسودانيين الواقعين بين قبضة الفقروالحرب في بلد لا حد لثرواته الطبيعية و كنوزه التي تحولت الى لعنة و نقمة عليه ..-أخيرا وليس اخرا فان من بين الملفات الحارقة أمام قمة جدةتتعلق بالامن الغذائي وهوالملف الذي يمكن القول أنه في متناول القمة و يمكن أن يشكل عنوان نجاحها بكسب رهان تحقيق الحد الادنى من التضامن العربي في زمن الازمات و تداعيات جائحة كورونا ومخاطر تداعيات الحرب الروسية في اوكرانيا واثاره على المجتمعات والشعوب العربية التي باتت مهددة في امنها الغذائي … و كما هبت اغلب الدول العربية واستجابت لاستغاثة تركيا و سوريا بعد كارثة الزلزال الذي هزالبلدين يمكن لقمة جدة ان تكون منعرجا حاسما نحو اعلان صندوق للجوائح لانقاذ الدول العربية التي تواجه أزمات اقتصادية و مالية خانقة و تجنيبها اهانة وابتزاز الضغوط الدولية ….حتى هذه المرحلة يبدو من خلال بعض التسريبات ان السعودية تتجه الى قلب مثلث الاولويات ليكون الامن الغذائي على رأسها و تقديم 10 مليارات دولار كحزمة دعم مالي لمساعدة الدول العربية على مواجهة مخلفات الأزمة العالمية. ..ليس كل ما تتمناه الشعوب العربية تدركه و لكن ما لا يدرك كله لا يترك كله و هذا اضعف الايمان
* ملاحظة: المقالة تعبر عن رأي صاحبها *