19 Aug
19Aug

يعرف الوقت هو مقدار من الزمن قدر لأمر ما، اما  التوقيت مصدر الوقت وحالة ضبط (اسم) الوقت في، بلد من البلدان أو عمل من الأعمال، لهذا نجد  ان عملية التحكم بالوقت مسألة اساسية وازلية في حياتنا اليومية حيث لا مناص من التعامل مع الوقت كضرورة قصوى وكيفية توظيفه بالشكل الذي يختصر لنا الجهد والموارد فمقدار الزمن الذي نحتاجه في قضاء حوائجنا لابد أن يتوافق مع قيمة العمل وكلما اختصرنا ذلك تمكنا من قضاء أكثر من عمل في وقت واحد، ويعتمد ذلك على مدى نظرتنا للوقت وتقدير قيمته َودون ذلك يصبح ضرر وهدر لكل الطاقات وتعطيل للمصالح والاعمال فمن لا ينظر للوقت كثمن مادي منتج يعتمد التخطيط والتنظيم والاستثمار الامثل فهو يبدد ثروة لا تقدر بثمن وامامنا الشواهد كثيرة ومتنوعة التي أشارت له بالحكم والامثال و الوصايا من أنبياء وحكماء وشعراء فمن يمعن النظر في حكمة الباري عز وجل الذي خلق الليل والنهار والساعات وعدد السنين ليس عبثا بل لحكمة وموعظة وهدف، فان طريق النجاح والازدهار يبدأ في تنظيم الوقت واحترامه فكل المواعيد التي نعطيها لا قيمه لها مالم نحترمها ونجعلها مقدسة لأنها مرتبطة بالمصداقية والثقة فكلما كنا نحترم موعد  العمل أو موعد اللقاء أو موعد السفر وغيرها يكون مسارنا صحيح، فكل الشعوب المتطورة اليوم وضعت الوقت في مقدمه القوانين والقواعد السلوكية وانطلقت لتصحيح باقي المسارات، فقيمة هدر الوقت تشكل اليوم خسائر مالية ومادية هائلة للحكومات والشركات على حد سواء فمن يلتفت لها يضع أصبعه على العله ومن لا يهتم بالوقت تجده يتراجع ويتخلف، وما نشاهده اليوم من تسيب وتسرب في مجمل مفاصل الدولة ينذر بالخطر ويهدد كيان الدولة التي تتحمل جزء كبير من هذا التقصير لأنها لم تتابع أو تهتم ولا تمتلك جدية تجعل الجميع يلتزم وينضبط فكل الزخم والزحام والتأخير وتراكم المشاكل راجع لعدم استثمار الوقت فيما راح الاستثمار لجوانب أخرى لا تقارن بالوقت مطلقا، حتى باتت الأزمات لها توقيت أيضا ومحاولة للف والدوران للتملص والتخلص  من الوعود والعهود التي خلت من سقوف زمنية ملزمة مما فاقم المشاكل فلا توقيت أو تفتيت لفكها، فعلينا ان نضع نصب اعيننا آلية للتحكم بالوقت كونه فن وعلم يلزم المخلصين في لملمة الأمور وعدم تركها سائبة، والمثير للغرابة ان الساعات الجدارية واليدوية والشاشات الإلكترونية أصبحت للزينة عندما غلب عليها اللهو والكسل والترف فأصبحت العطل و التعطيل الحل السهل للتهرب من المسؤولية والتقصير  مما خلق عندنا جيل يشتاق للنوم أكثر من العمل ومصادر اللهو التي سرقت وصادرت منا الوقت والمال والعافية.


الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي وكالة انباء "النافذة"

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة