21 Jul
21Jul

المتابع لسياسة دونالد ترامب، عندما كان رئيساً للولايات المتحدة، لن يجد اختلافاً في نهجه اليوم، وهو مرشح بقوة للدورة المقبلة، ولن يجهد كثيراً في تفسير تصرفاته، فالرجل ذو الثمانية وسبعين عاماً يعيش ذات التخبط في رسم برنامجه الانتخابي الذي يقوم حسب ادعائه على نظرية الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان في أن القوة هي من تصنع السلام !
وفي التعاطي مع المحاور الرئيسة في العالم، نستذكر تهديد ترامب للرئيس التركي رجب طيب اردوغان بتدمير اقتصاد أنقرة في حال عدم الانصياع الى ما يريد في الابتعاد عن روسيا، وحل النقاط الخلافية الأخرى بينهما.
‏السلام من خلال القوة، شعار رفعه الرئيس الأمريكي الاسبق رونالد ريغان لأنهاء الحرب الباردة، والتي أودت بالاتحاد السوفيتي، يبدو انه أصبح نهجاً واضحاً في سياسة ترامب، الذي يلوح باستخدام القوة العسكرية لكبح أي ممارسة يشعر بأنها تشكل تهديداً للولايات المتحدة، فالأمر يتعدى فرض العقوبات الى استخدام السلاح مهما كانت النتائج.
التخبط ذاته كان حليف ترامب في التعامل مع ملف ايران، ففي حين ابلغ كلاً من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية السابقة انجيلا ميركل، في العام 2018، استعداده للتفاوض مع طهران من أجل صياغة اتفاق جديد مع ايران، الا انه انسحب لاحقاً تاركاً الملف على طاولة المفاوضات.
المرشح الجمهوري ترامب، يعتقد أن العلاقات الدولية تعتمد كليا على العلاقات الشخصية بين رؤساء وزعامات الدول، لذلك يرى وجود تقدم في علاقات واشنطن مع موسكو، كون لديه علاقة شخصية طيبة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكن ذلك لا يعكس خيار بوتين ولا بقية زعماء الدول، ومنهم رئيس كوريا الشمالية، والنظام الإيراني، الذين يكنون العداء لواشنطن.
لكن هذه الزعامات ورؤساء الدول يرون في ترامب هدفاً سهلاً يمكن ان يحقق مصالحهم في حال ظفر بولاية جديدة، فالرجل لا يفكر في تغيير الأنظمة، كما حصل مع العراق وأفغانستان ودول أخرى، بقدر ما تمليه مصلحته في استغلال قوة واشنطن لعقد صفقات مثلما حصل مع حركة طالبان، التي عادت بفضله الى الحكم، ثم تخلت عن الاتفاق واستطاعت بعد ذلك فرض كامل سيطرتها على افغانسان بعد عودة مقاتليها..
وبذلك يكون ترامب قد كسر القاعدة المعروفة عن الثابت في السياسة الذي يقول ان كل شيء قابل للتغيير. وللحديث بقية.


الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي وكالة انباء "النافذة"

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة