لا تفصلنا سوى اسابيع قليلة عن بدء العام الدراسي الجديد الذي يتطلع الطلبة ان يكون افضل من سابقه على مختلف الصعد , ويتلقون تعليما مناسبا تتوفر مستلزماته وتتهيأ قبل المباشرة في يومه الاول , وهذا حق لهم وليس منّه من احد , ويتمنون ذلك على المسؤولين في وزارة التربية الايفاء بوعودهم التي يكررونها كل عام.. ومن المشاكل والتحديات التي تواجهها التربية توفير الكتب الدراسية لجميع المراحل, حيث تعاني المدارس من نقص كبير فيها , بل ان بعض المدارس ينتهي العام الدراسي ولا تلبي حاجة طلابها من المناهج المقررة والقرطاسية والمستلزمات الضرورية الاخرى للدراسة في حدها الادنى .. لم يعد سرا تسرب الكتب الدراسية التي يتم طبعها لصالح وزارة التربية وتهريبها الى السوق وتباع علنا , وتتوفر بكميات كبيرة في حين تشح او تنعدم في مخازن المدارس ولا تصل الى الطلبة كافة الا الكتب المستعملة والممزقة . وفي بيان صحفي يؤشر على الفساد الفاضح تم ضبط 4 مخازن كتب دراسية مسربة من وزارة التربية وذلك في “سوق الشعب” شمال شرق بغداد , ليس خافيا على احد ان الكتب تتسرب من المطابع والمخازن لغياب الرقابة والمحاسبة واسناد المسؤولية عنها الى بعض ضعاف النفوس الذين يشيعون الفساد كلما غفلت عنهم الرقابة والمتابعة الصارمة . ان تسريب الكتب عدا كونها سرقة , فأنها تضرب العملية التربوية في الصميم ودرس غير اخلاقي وتشجيع واستمراء الفساد وجعله امرا اعتيادا ومقبولا في المجتمع يربي على تقبل الجريمة واعتيادها وله تأثيراته السلبية على الطلبة . ان تامين الكتب من الاسواق اصبح يشكل عبئا على دخل الاسرة المادي ويلتهم جزءا كبيرا منه في ظل انعدام فرص العمل والبطالة والغلاء الفاحش للسلع الاساسية والضرورية للعيش , انها معضلة متفاقمة خصوصا للأسر التي لها عدد من الطلبة ويضطرون الى تامين اكثر من كتاب لهم .. والاكثر خطورة ان بعضا من الطلبة لا يتمكنون من الحصول على المناهج العام كله او جله , مما ينعكس على مستوياتهم الدراسية وتدنيها , وعموما تردي العملية التربية وتدهورها , واتساع الفارق في المستوى العلمي بين الطلبة الذين يحصلون على الكتب والاخرين ممن لا توزع عليهم من المدارس اولا يتمكنون من شرائها .
الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي وكالة انباء "النافذة"