01 May
01May

التسجيل الصوتي المسرب لذلك اللقاء المثير الذي أجراه محمد جواد ظريف، وزير الخارجية الايراني، مع الاقتصادي الموالي للحكومة سعيد ليلاز، والتي أجريت في مارس من العام الماضي، لايزال يثير جدلا غير مسبوقا على مختلف المستويات رغم إن أهم ملاحظة يمکن أخذها بنظر الاعتبار والاهمية هي إن هذا اللقاء قد أثبت وفي ضوء المواقف المتخذة ازائه من جانب القادة والمسٶولين في النظام الايراني، حقيقة الازدواجية التي يتسم بها هذا النظام في تعامله وتعاطيه مع المجتمع الدولي.


ظريف الذي أقر في هذا اللقاء ليس بتدخل قاسم سليماني في الشٶون المتعلقة بأعمال ونشاطات وزارته فقط بل وحتى بفرضه لمايريده ويراه بهذا الصدد خصوصا عندما قال إن قائد فيلق القدس الراحل كان يفرض شروطه في أي تفاوض خارجي بشأن سوريا، مضيفا “لم أتمكن من إقناعه بطلباتي”، لکن يبدو إن المواقف المضادة المعلنة من جانب مسٶولين إيرانيين ووجوه متنفذة في النظام ومحسوبة على جناح المرشد الاعلى، قد أکدت بأن الحکومة الايرانية مجرد واجهة وإن الوجه الحقيقي للنظام هو مايتم إتخاذه خلف الابواب المغلقة، ولعل إعتراض نصر الله بجمانفر، رئيس لجنة الرقابة في البرلمان، على مواقف ظريف التي تجلت خلال المقابلة المسربة، نموذج واضح على ذلك، حيث قال لوکالة أنباء “فارس” المقربة من الحرس الثوري:” بعد 40 عاما في مجال الدبلوماسية في إيران، لا يزال السيد ظريف لا يفهم الخطوط الحمراء للنظام ونهج النظام في مجال السياسة الخارجية”. 


وطالب ظريف بتقديم إيضاحات حول تصريحاته! وهذا يعني إن الخطوط الحمراء للنظام ليس يقوم بتحديدها رجل کظريف على الرغم من کونه وزيرا للخارجية، بل إنه يتم تحديدها من جانب الدائرة الضيقة المحيطة بخامنئي فقط.

ويبدو إن وکالة أنباء”فارس نفسها، قد حملت بشدة على ظريف بتقديم نفسه خلال الحديث المسرب الذي امتد لثلاث ساعات، بمثابة “رمز للدبلوماسية” في مواجهة سليماني الذي يشكل رمز “ميدان” المعارك، إذ يبدو واضحا بأن هذه الوکالة المحسوبة على الحرس الثوري تريد أن تٶکد بأن الاساس في هذا النظام هو خامنئي ودائرته الضيقة وغير ذلك مجرد بيادق وفروع خاضعة ومنقادة لهذه الدائرة ليس تلقائيا بل وحتى قهريا، وهذا مايدل ويثبت على حقيقة ماکانت قد أکدت وتٶکده المقاومة الايرانية من إنه لاوجود لدور وتأثير للجناح المسمى بجناح”الاعتدال والاصلاح” من حيث رسم سياسات وتوجها النظام الايراني بل إن دوره ينحصر في الدفاع عن هذا النظام والمحافظة عليه وليس أي شئ آخر!


* ملاحظة: المقالة تعبر عن رأي صاحبها *

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة