1- – الحريصون على استثمار اوقاتهم ليسوا بالكثيرين – للأسف الشديد –، وهكذا يضيعون الوقت في ما لا ينفع ولا يفيد ،بل في ما يوجب المساءلة والعقاب ، فما بين غِيبةٍ وكذبة، وبين تمرغ في أوحال المعصية بشتى صورها وأشكالها ، ينفرون ممن يذّكرهم بالآخرة ومن يرجو لهم السلامة عبر الاستقامة ، فهم أبعد ما يكونون عن الاستماع الى المواعظ والنصائح، ذلك أنّ الشيطان قد استحوذ عليهم فصدهم عن السبيل . – 2 – وجميل هنا قول الشاعر : والوقتُ أَنْفَسُ ما عُنِيتَ بحفظِهِ وأراهُ أسهلَ ما عليك يُضيعُ انها لمفارقة محزنة في (الوقت) الذي لابُدّ أنْ نُعنى بِحفظِهِ ، يُضيع في التوافه ايما تضييع ..!! – 3 – انظر الى العلماء كيف استثمروا اوقاتهم فقدّموا لنا نتائج جهدهم الفكري وصاغوه عبر تآليفهم وكتاباتهم فماتوا ولكنّ أعمالهم لم تمت وانظر الى الابرار والطيبين كيف انفقوا العمر في طاعة الله وعبادته وفي نفع عباده ففازوا بالصالحات ونالوا رفيعَ الدرجات وجزيل الحسنات . – 4 – قارن بين مَنْ ضيّع وقته باللهو واللعب والاسفاف وبين مَنْ أدرك قيمة الوقت فصانه عن كل ألوان التبذل والانفلات . – 5 – في الحديث الشريف : ( نَفَسُ المرءِ خُطاهُ الى أجلِهِ ) فكل لحظة تمر عليك ليس بمقدورك استردادها وهي تُدنيك الى نهايتك المحتومة فكيف لا تجعلها الوسيلة الى بلوغ ما تطمح اليه من الفوز برضا الرحمن والاستقرار في الجنان ؟ شتان بين مَنْ يعيش مع القرآن قارئا لأياته المباركات ومنطلقا لتنفيذ أوامره واجتناب نواهيه وبين من لا عهد له به من قريب أو بعيد، والفارق بينهما هو الفارق بين المؤمن العامل المحافظ على الوقت من الضياع وبين اللاهي المضيّع لأوقاته في مالا يعود عليه الاّ بالآثام والارتطام بالحرام .
الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي وكالة انباء "النافذة"