17 Aug
17Aug


-1-
قال امير المؤمنين الامام عليّ بن ابي طالب ( عليه السلام ) :
( تكلموا تعرفوا )
فالكلام صفةُ المتكلم
ومن هنا فهو كاشفٌ عما ينطوي عليه المتكلم مِنْ فضل ودرايه او تخبط وعمايه .
-2-
وبناء على ذلك فهو سلاح ذو حدين فمتى ما كان المتكلم مقتدراً ذا فطنة ونباهة استطاع ان يكسب الجولة ويحظى بالتقدير والاجلال ،
ومتى ما كان واهيَ البناء ، ضعيف الأداء استُهين به وكانَ موضعَ تندر .
-3 –
ولنضرب لكم مثالَيْن يدل الأول على الاقتدار، بينما يُشير الثاني الى الاضطراب والتخلف :
المثال الأول :
بنى بعضُ أكابر البصرة داراً ، وكان في جواره بيتٌ لعجوز يساوي عشرين ديناراً ،
وكان محتاجاً اليه في توسيع الدار ،
فبذل لها فيه مئتي دينار فلم تَبِعْهُ ،
فقيل لها :
انّ القاضي يحجر عليك بِسَفَهكِ حيث ضيعّتِ مئتي دينار لما يساوي عشرين ديناراً قالت :
وَلِمَ لا يحجر على مَنْ يشتري بمئتين ما يساوي عشرين دينارا ؟
فأفحمت القاضي ،
ومَنْ معه جميعا ،
وتُرك البيتُ في يدها حتى ماتت .
والمثال الثاني :
كان رجل يجلس الى « ابي يوسف « – قاضي القضاة – فَيُطيل الصمت ، فقال له أبو يوسف :
ألا تتكلم ؟
فقال :
بلى
متى يُفطر الصائم ؟
قال :
اذا غابت الشمس ،
قال :
فانْ لم تَغِبْ الى نصف الليل ؟
قال :
فضحك أبو يوسف وقال :
أصبتَ في صمتك واخطأتُ أنا في استدعاء نُطقِك .
-4-
لقد استمعتُ قريبا الى أحد أصحاب المواقع المهمة، واذا به لا يُحسن شيئاً من النحو، وكانت كلماته تهشّم أضلاع « سيبويه « ،وهكذا ظهرت ألاعيب المحترفين السياسيين الذين قدّموه على كثير من المقتدرين على الإدارة السليمة والأداء السليم .
وهكذا تم التجاوز على الموازين في واحدة من أبرز مصاديق الفساد الإداري .


الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي وكالة انباء "النافذة"

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة