-1- قال امير المؤمنين الامام عليّ بن ابي طالب ( عليه السلام ) : ( تكلموا تعرفوا ) فالكلام صفةُ المتكلم ومن هنا فهو كاشفٌ عما ينطوي عليه المتكلم مِنْ فضل ودرايه او تخبط وعمايه . -2- وبناء على ذلك فهو سلاح ذو حدين فمتى ما كان المتكلم مقتدراً ذا فطنة ونباهة استطاع ان يكسب الجولة ويحظى بالتقدير والاجلال ، ومتى ما كان واهيَ البناء ، ضعيف الأداء استُهين به وكانَ موضعَ تندر . -3 – ولنضرب لكم مثالَيْن يدل الأول على الاقتدار، بينما يُشير الثاني الى الاضطراب والتخلف : المثال الأول : بنى بعضُ أكابر البصرة داراً ، وكان في جواره بيتٌ لعجوز يساوي عشرين ديناراً ، وكان محتاجاً اليه في توسيع الدار ، فبذل لها فيه مئتي دينار فلم تَبِعْهُ ، فقيل لها : انّ القاضي يحجر عليك بِسَفَهكِ حيث ضيعّتِ مئتي دينار لما يساوي عشرين ديناراً قالت : وَلِمَ لا يحجر على مَنْ يشتري بمئتين ما يساوي عشرين دينارا ؟ فأفحمت القاضي ، ومَنْ معه جميعا ، وتُرك البيتُ في يدها حتى ماتت . والمثال الثاني : كان رجل يجلس الى « ابي يوسف « – قاضي القضاة – فَيُطيل الصمت ، فقال له أبو يوسف : ألا تتكلم ؟ فقال : بلى متى يُفطر الصائم ؟ قال : اذا غابت الشمس ، قال : فانْ لم تَغِبْ الى نصف الليل ؟ قال : فضحك أبو يوسف وقال : أصبتَ في صمتك واخطأتُ أنا في استدعاء نُطقِك . -4- لقد استمعتُ قريبا الى أحد أصحاب المواقع المهمة، واذا به لا يُحسن شيئاً من النحو، وكانت كلماته تهشّم أضلاع « سيبويه « ،وهكذا ظهرت ألاعيب المحترفين السياسيين الذين قدّموه على كثير من المقتدرين على الإدارة السليمة والأداء السليم . وهكذا تم التجاوز على الموازين في واحدة من أبرز مصاديق الفساد الإداري .
الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي وكالة انباء "النافذة"